يشهد الشرق الأوسط منذ أسابيع تصاعدا خطيرا في التوتر بين إيران وإسرائيل، حيث تبادل الطرفان التصريحات النارية والتهديدات، وسط أنباء عن ضربات محدودة طالت مواقع استراتيجية في سورياولبنان، . هذا التصعيد أثار ردود فعل واسعة من مختلف العواصم الدولية التي عبرت عن قلقها العميق من احتمال انزلاق الوضع نحو مواجهة إقليمية شاملة، قد تجر خلفها دولا وقوى فاعلة وتزيد من تعقيد المشهد السياسي والأمني المتأزم. المغرب بدوره لم يلتزم الصمت، بل عبر عن موقف متوازن وواضح، حيث دعت وزارة الشؤون الخارجية المغربية إلى تغليب منطق التهدئة وضبط النفس، محذرة من خطورة التصعيد على أمن واستقرار الشرق الأوسط. وأكد المغرب على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي والاحتكام إلى الحوار بدل العنف، انسجاما مع سياسته الخارجية التي ترتكز على السلم والتعاون الإقليمي والدولي. وأعربت الولاياتالمتحدة عن قلق بالغ، وأكدت التزامها التام بأمن إسرائيل، داعية في الوقت نفسه إيران إلى وقف ما وصفته ب"الأنشطة المزعزعة للاستقرار"، محذرة من عواقب أي خطأ في التقدير. أما الاتحاد الأوروبي، فقد أصدر بيانا يطالب بوقف فوري للأعمال العدائية ويدعو الأطراف إلى العودة للمسار الدبلوماسي. وقد عبرت العديد من العواصم الأوروبية عن مخاوفها من تداعيات التصعيد على استقرار أسواق الطاقة وأمن الملاحة، خصوصا في ظل حساسية الوضع في مضيق هرمز والمنطقة الخليجية. من جهتها، حافظت كل من روسيا والصين على موقف متوازن، داعيتين إلى وقف التصعيد وتفادي التدخلات الخارجية. موسكو شددت على ضرورة احترام سيادة الدول والحوار الشامل بين الفرقاء الإقليميين، بينما أكدت بكين استعدادها للعب دور وساطة بناء يفضي إلى تهدئة الأوضاع. في السياق نفسه، عبرت دول الخليج عن قلقها العميق، خاصة أن التصعيد العسكري قد يهدد أمن الملاحة البحرية ويعرقل جهود التنمية والاستقرار. مصر والأردن بدورهما حذرتا من تأثيرات سلبية على مجمل المنطقة، لا سيما على القضية الفلسطينية ومسار السلام المتعثر. أما في لبنان، فقد أثارت التطورات الأخيرة مخاوف جدية من تكرار سيناريوهات التصعيد السابقة، خصوصا مع التوتر المتزايد بين حزب الله وإسرائيل، وتحذيرات داخلية من أن يتحول البلد إلى ساحة مواجهة مفتوحة لا تحتملها بنيته السياسية الهشة. و دخل الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على خط الأزمة، داعيا إلى التهدئة الفورية ومطالبا الأطراف المعنية بالعودة إلى طاولة المفاوضات، محذرا من أن أي تصعيد إضافي قد يفضي إلى كارثة إقليمية ذات أبعاد إنسانية وأمنية عميقة. وأشار إلى أن إعادة إحياء الاتفاق النووي الإيراني قد يشكل مدخلا رئيسيا لحل شامل ومستدام. وفي سياق متصل أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس الاثنين، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار "كامل وشامل" بين إسرائيل وإيران، بعد 12 يوما من التصعيد العسكري المتبادل. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشيال" إن "وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ الآن"، داعيا الطرفين إلى "عدم انتهاكه".