سجلت السلطات الصحية في البرتغال زيادة ملحوظة في عدد الوفيات، حيث تم رصد 284 حالة وفاة إضافية خلال فترة التحذير من موجة الحر التي انطلقت منذ 28 يونيو 2025. ركزت التقارير الصحية على أن أغلب هذه الوفيات طالت أشخاصا تفوق أعمارهم 85 عاما، ما يسلط الضوء على هشاشة هذه الفئة في مواجهة التغيرات المناخية القاسية. أفادت المديرية العامة للصحة لوكالة الأنباء البرتغالية، بأن هذه الزيادة في عدد الوفيات سجلت ما بين أواخر يونيو وبداية يوليوز، موضحة أن فئة المسنين كانت الأكثر تأثرا، فيما لم يطرأ أي تغيير ملحوظ في معدل الوفيات لدى من هم دون السبعين عاما. أوضحت المؤسسة أن مؤشر "إيكارو"، المعتمد لرصد العلاقة بين الحرارة ونسب الوفاة، لا يتوقع تأثيرات مقلقة خلال الأيام المقبلة باستثناء منطقة ألينتيجو، وهو ما قد يدفع إلى مراجعة طفيفة في الأرقام المعلنة. قارنت السلطات بين الأرقام الحالية وتلك التي سجلت خلال السنوات الماضية، مشيرة إلى أن تأثير الموجة الحالية على الوفيات يبقى قريبا مما عرفته البلاد في صيف 2024، حين أُحصيت 715 وفاة زائدة ما بين يوليوز وغشت، بزيادة بلغت 19 في المائة عن المعدلات المعتادة. أبرزت المديرية أن سنة 2023 شهدت أيضا ظاهرة مشابهة، حيث تم تسجيل 384 وفاة إضافية خلال أسبوع واحد في شهر غشت، بزيادة نسبتها 20 في المائة عن المعدل التقديري. بادرت المديرية إلى إصدار سلسلة من النصائح الوقائية يوم 25 يونيو، تحث فيها المواطنين على الالتزام بإجراءات الحماية من ارتفاع درجات الحرارة، وذلك بشراكة مع المعهد الوطني للبحار والغلاف الجوي ومؤسسات أخرى. واصلت المديرية مراقبة الوضع ميدانيا، مؤكدة استعدادها لتحيين المعطيات ونشر المعلومات بشكل مستمر تبعا لتطورات الحالة الجوية، كما أعلن المعهد الوطني للبحار والغلاف الجوي أن ثلث محطات الرصد الجوي في البر الرئيسي سجلت، خلال عطلة نهاية يونيو، درجات حرارة فاقت المعدلات القياسية السابقة لنفس الشهر. تعرضت البلاد خلال يونيو الماضي لموجتين حراريتين، الأولى بين 15 و20 من الشهر، وشملت 12 محطة أرصاد، بينما انطلقت الثانية يوم 27 يونيو وأثرت على نحو 59 في المائة من سكان البرتغال. سجل يوم 29 يونيو أعلى معدل حرارة في البلاد، حيث بلغ متوسط الحرارة القصوى 38.5 درجة مئوية، بزيادة 11.8 درجة عن المعدل الشهري، فيما وصلت درجات الحرارة الدنيا إلى 28.7 درجة، بفارق 8.4 درجات عن المستويات المعتادة.