عبر عدد من مؤمني الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي (CNSS) عن استيائهم الشديد من الإجراء التقني الجديد الذي يشترط توفر الهواتف الذكية على خاصية NFC للولوج إلى الحساب الرقمي للمؤمن، معتبرين هذا القرار تمييزا رقميا يقصي فئة واسعة من المواطنين. ووفقا لشهادات متطابقة، فإن العديد من المستخدمين تفاجأوا بعدم قدرتهم على الولوج إلى حساباتهم الرقمية عبر تطبيق CNSS أو منصة "Mon e-ID"، بسبب غياب خاصية NFC في هواتفهم، وهي التقنية المعتمدة لقراءة البطاقة الوطنية الإلكترونية من أجل التحقق من الهوية وهو ما يمنعهم فعليا من الاستفادة من خدمات أساسية مثل تحميل الوثائق الشخصية، الاطلاع على التصريحات أو تتبع وضعيتهم الإدارية. ويؤكد عدد من المتضررين أن هذا الشرط يقصي شريحة كبيرة من المؤمنين، خاصة في الوسط القروي أو بين ذوي الدخل المحدود، الذين لا يمتلكون هواتف ذكية متقدمة أو حديثة، مما يحول دون تمكينهم من الخدمات الرقمية التي يفترض أن تكون متاحة للجميع دون تمييز. من جهتهم، يطالب المتضررون إدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بإيجاد بدائل عملية وشاملة، تتيح الولوج إلى الحسابات بوسائل أخرى، كرمز سري، أو عبر المصادقة الثنائية باستخدام رقم الهاتف، على غرار ما هو معمول به في عدد من الخدمات الإدارية. وفي غياب إجراءات تصحيحية، يرى كثيرون أن هذا النظام الجديد قد يفاقم الهوة الرقمية ويحد من فعالية التحول الرقمي الذي تراهن عليه المؤسسات العمومية، ويحول دون تحقيق مبدأ العدالة الرقمية بين جميع المواطنين. وينتظر من الجهات الوصية التدخل لتقييم أثر هذا الإجراء، والعمل على ضمان ولوج آمن وعادل لخدمات الضمان الاجتماعي الرقمية، دون ربطه بمتطلبات تقنية لا تتوفر لدى جميع المواطنين.