تشتهر فرق الدوري الإيطالي لكرة القدم بخططها الدفاعية وأسالبيها المحكمة التي من شأنها سد المنافذ أمام مرماها، لكن ذلك لم يمنعها من أن تكون منبعا للعديد من الهدافين اللامعين الذين لا يجدون صعوبة في هز شباك الخصوم مهما كانت الظروف. وعبر سنوات عديدة مضت، ظهر في الدوري الإيطالي مجموعة كبيرة من المهاجمين الذين يحسب لهم ألف حساب ابتداء بأسطورة جيوسيبي مياتزا ومرورا بباولو روسي وانتهاء بأليساندرو دل بييرو، وفيما قائمة بأكثر المهاجمين كفاءة عبر تاريخ ال"سيري أ" بترتيب عشوائي: - فيليبو انزاغي: خاض إنزاغي مشوارا طويلا في الدوري الإيطالي سجل خلاله 156 هدفا، نجح في تخطي الرقم 20 في موسم واحد فقط (1996-1997) عندما كان لاعبا في صفوف أتالانتا، لكن هذه الأرقام لا تسرد القصة الحقيقية لقدرات انزاغي الاستثنائية. وإلى جانب احتلاله المركز الثامن عشر في سلم ترتيب هدافي الدوري الإيطالي عبر تاريخه، يحظى "بيبو" بسجل مميز على صعيد البطولات القارية، حيث سجل لأندية بارما ويوفنتوس وميلان ما مجموعه 70 هدفا في المسابقات الأوروبية، ولا يتفوق عليه في هذا المجال سوا مهاجم ريال مدريد السابق راؤول غونزاليز. واشتهر انزاغي بوقوفه تماما بجانب آخر مدافعي الفريق الخصم لينسل بمهارة وينفرد بالمرمى مسجلا أهداف حاسمة، رغم أنه كان يسقط كثيرا في مصيدة التسلل. - أليساندرو دل بييرو: جميع مدافعي الدوري الإيطالي بلا استثناء كانوا يحلمون بمواجهة أسطورة اليوفي دل بييرو الذي كان يملك حيلا عديدة لتجاوز خصومه، إما عن طريق التسديدات المتقنة بعيدة المدى، أو المراوغات الجميلة أو تمريرات الكعب المذهلة. ورغم تمتعه بقامة قصيرة مقارنة مع غيره من المهاجمين، إلا أن دل بييرو سجل ليوفنتوس بشتى الطرق، الأمر الذي جعله واحدا من المهاجمين الذين نالوا احترام المدربين واللاعبين والنقاد على حد سواء. - غونار نورداهي: العديد من أبناء الجيل الحالي لا يعلمون أنميلان كان متخصصا في إنجاب مهاجمين يتمتعون بقدرات فنية يسيل لها لعاب المدربين، واحد من هؤلاء بكل تأكيد هو السويدي نورداهي الذي انتقل إلى الفريق اللومباردي في العام 1949. وسجل نورداهي ما مجموعه 225 هدفا مع ميلان في عشرة مواسم فقط، ليحتل حاليا المركز الثالث في لائحة أفضل هدافي الدوري الإيطالي عبر تاريحه وراء "ملك" روما فرنشيسكو توتي، وتوج نورداهي هدافا لل"سيري أ" خمس مرات، والأهم من ذلك أنه يعتبر الهداف الأبرز في المسابقة من حيث معدل تسجيل الأهداف، حيث جاءت بلغت نسبته 0.77 هدفا في المباراة الواحدة. واستطاع نورداهي أن ينقل تألقه هذا إلى منتخب بلاده، فسجل 44 هدفا في 30 مباراة دولية. - فرانشيسكو توتي: يختلف الطليان كثيرا حول إطلاق لقب أسطورة على المهاجم المخضرم فراتنشيسكو توتي، لكنه كذلك بالتأكيد.. على الأقل بالنسبة لعشاق ال"جيالوروسي". ولا يتفوق على "ملك" روما في لائحة أفضل هداف الدوري الإيطالي عبر تاريخه سوا رجل واحد، حيث يملك في رصيده حتى الآن 228 هدفا، وهو مدد مؤخرا تعاقده مع الفريق لموسمين جديدين. من الناحية الفنية، فإن الميزة الأبرز لتوتي هو تطور قدراته كمهاجم يجول حول منطقة جزاء الخصم، وفي الوقت ذاته يمكنه تشكيل خطورة كبيرة في حال تواجد داخل المنطقة المحرمة، ومن أبرز نقاط قوته أيضا هو إجادته لتنفيذ الركلات الحرة المباشرة. والمدرب الذي استطاع استخراج الأفضل من توتي هو لوتشيانو سباليتي الذي انتهج أسلوب 4-2-3-1، ليسجل توني ما مجموعه 26 هدفا في موسم 2006-2007 إضافة إلى 10 تمريرات حاسمة. - غابرييل باتيستوتا: الجميل في حالة ماكينة الأهداف الأرجنتينية باتيستوتا هو أنه اكتسب شهرته في إيطاليا بدون أن يتواجد في واحد من الأندية الكبيرة حيث ماتزال جماهير فيورنتينا تتغنى باسمه حتى يومنا هذا ويحتل باتيستوتا حاليا المركز العاشر على سلم أفضل هدفي الدوري الإيطالي، بفضل 12 عاما قضاها في ملاعب ال"سيري أ". ولفت باتيستوتا انتباه مسؤولي فيورنتينا خلال مشاركته مع منتخب بلاده في "كوبا أميركا" العام 1991، ورغم نجاحه في هز الشباك 13 مرة بموسمه الأول إلا أن فريقه هبط للدرجة الثانية. ولعب باتيستوتا دور الملهم وقاد الفريق للعودة إلى دوري الاضواء سريعا، أفضل مواسمه كان 1995-1996 عندما سجل 26 هدفا، وهو الموسم الذي شهد تحطيمه رقما قياسيا دام 30 عاما، عندما هز الشباك في أول 11 مباراة لفريقه بالدوري. وفي الموسم التالي أحرز "باتيغول" 19 هدفا، وسجل ذهابا وإيابا أمام أتالانتا ليهدي فريقه لقب كأس إيطاليا، قبل أن يضيف إلى الخزائن البنفسجية كأس السوبر الإيطالية بتسجيله هدفين في مرمى العريق ميلان. قضى باتيستوتا مع فيورنتينا أربعة مواسم أخرى قبل أن ينتقل إلى روما بغية تذوق طعم إحراز لقب الدوري الإيطالي، وهو ما تحقق في موسمه الأول مع الفريق، لكن مستواه تدهور في الأعوام الثلاثة التالية ليسجل 12 هدفا فقط قبل أن يتوجه إلى الدوري القطري. بلغ مجموع ما سجله من أهداف في الدوري الإيطالي 184 هدفا في 242 مباراة، واللافت في طريقة لعبه كانت قدراته المتكاملة كمهاجم متعدد المواهب، فتارة يسجل من المسافات البعيدة والمتوسطة، وتارة أخرى يلدغ الشباك برأسياته القاتلة. - زلاتان ابراهيموفيتش: عرف عن "السلطان" ابراهيموفيتش عدم ميله للبقاء في مكان واحد لفترة طويلة، لكن أينما ذهب فإن الأهداف رافقته دائما. مسيرة ابراهيموفيتش في إيطاليا بدأت مع يوفنتوس العام 2004 تحت قيادة المدرب الخبير فابيو كابيللو، وأنهى موسمه الأول بإحراز 16 هدفا في 35 مباراة، وبعد تورط "السيدة العجوز" بفضيحة التلاعب الشهيرة "كالتشوبولي" وهبوطه إلى الدرجة الثانية بقرار اتحادي، طلب ابراهيموفيتش الرحيل إلى إنتر ميلان، وهناك أحرز 56 هدفا في 3 أعوام مع الفريق، إضافة إلى 26 تمريرة حاسمة. عاد ابراهيموفيتش إلى إيطاليا بعد موسم واحد مثير للجدل مع برشلونة الإسباني، وخلال موسمين مع ال"روزونيري"، سجل المهاجم السويدي 42 هدفا وأضاف إليهما 22 تمريرة حاسمة في الدوري الإيطالي، كما هز الشباك في 9 مناسبات بمسابقة دوري الأبطال الأوروبي. المحصلة العامة لابراهيموفيتش بلغت 122 هدفا في 219 مباراة خلال سبعة مواسم، وتبقى قدرته على المرواغة والتسديد وصناعة الأهداف وتسجيلها عن طريق الرأس أو ساقيه الطويلتين السبب الرئيسي في كونه أكثر المهاجمين بثا للرعب في نفوس الخصوم هذه الأيام.