في المباراة التي لعبت يوم أمس بين عملاقين في الكرة العالمية، واجه فريق برشلونة الاسباني نظيره تشلسي الانجليزي في نصف نهائي كأس عصبة الأبطال الأوروبية و التي انتهت بالتعادل الايجابي هدفين في كل شبكة، استمتعنا بطبق كروي نادرا ما نشاهد مثله في الموسم الكروي، كل عاشق للكرة سواء في المقهى أو في بيته شجع الفريق الذي يهواه، لكن عند إطلاق الحكم شاكير صافرة النهاية استدركنا جميعا أننا استفدنا من عدة دروس. و كان أول الدروس هو الذي أمتعنا به البروفيسور برشلونة، و لا طالما أمتعنا الفريق الكاتالوني بكرة قدم راقية جدا من حيث المهارة و سرعة الأداء، كرة قدم لم يسبق لأي أحد أن رآها من قبل و أتأسف فعلا للأجيال التي لم تشاهد مراوغات ميسي و لا تمريرات تشافي و لا تسللات إينيستا و لا قتالية بويول، فريق نادرا ما نجد لاعبيه متجانسين بهذا الشكل و كأنهم تربوا جميعا من لدن أم واحدة، هذه الأم هي لاماسيا التي عرفت كيف تربي أبناءها على لعب "التيكيتاكا" و على قهر الكرة الأوروبية و العالمية. الدرس الثاني من الأستاذ تشلسي، درس في كيفة تطبيق النهج التكتيكي على أحسن ما يرام و كيفية إطاعة أوامر المدرب على الحرف، تقصي برشلونة و بعقر الدار صعب لكن المستحيل هو ما حققه النادي الانجليزي، إقصاء برشلونة و بعشرة لاعبين عفوا بعشرة رجال ترفع لهم القبعات عاليا لما قدموه من قتالية و تبليل قميص الفريق من أجل تاريخ و عشاق البلوز. الدرس الثالث و الذي يعني جمهورة الكرة المغربية هو من طرف العميد جمهور البارصا، ملأوا كل جنبات الملعب رغم الهزيمة الأسبوع الماضي أمام الغريم التقليدي ريال مدريد، و ما أروعكم لما وقفتم لتحيوا فريقكم رغم الإقصاء، جمهور يشجع فريقه في الدقيقة التسعين و هم مدركون أنهم خسروا جميع رهانات الموسم، فألف تحية لهذا الجمهور الأكثر من رائع. شكرا لكم جميعا لأنكم لقنتمونا فعلا دروسا قيمة لأننا فعلا محتاجين لها نظرا لما تقدمه الدروس المحلية، شكرا للجمهور الكاتالوني لأننا فعلا سئمنا من الشغب في ملاعبنا.