يلف غموض كبير الحرائق التي شبت في غابات طنجة هذا الصيف، آخرها الحريقان اللذان اندلعا بغابتي الهرارش وعين العنصر، واللذان أتيا على ما يقارب 25 هكتار من المساحة الغابوية، حيث تشير شواهد عدة إلى كون النيران شبت بفعل فاعل، في الوقت الذي تلوذ فيه السلطات بالصمت. وشهدت غابة الهرارش، التي تضم أعدادا كبيرة من أشجار الفلين، اندلاع حريق خطير منذ مساء يوم الأربعاء الماضي، امتد بسرعة إلى مساحات واسعة بسبب الرياح التي هبت على المدينة منذ بداية الأسبوع، حيث قدرت مصادر من المجتمع المدني نسبة المساحة المتضررة بحوالي 15 هكتارا. وكانت مصالح المندوبية السامية للمياه والغابات، مدعومة بعناصر الوقاية المدنية والقوات المساعدة، قد وجدت نفسها أمام هذا الحريق بعد ساعات قليلة من سيطرتها على حريق آخر شهدته غابة “عين العنصر” بإقليم الفحص أنجرة، والذي أتى على ما يقارب 10 هكتارات من المساحة الغابوية، والذي صعبت الرياح أيضا مهمة إطفائه. وتبرز علامات استفهام كثيرة حول أسباب هذين الحريقين حسب “المساء”، في ظل الحديث عن إمكانية وقوف العنصر البشري خلفها حيث إنها تشب تزامنا مع تحذيرات الأرصاد الجوية بهبوب رياح قوية لأيام، وهو السيناريو نفسه الذي حدث خلال الحريق الذي اندلع بغابات السلوقية ومديونة وكاب سبارتيل والذي أتى على مئات الهكتارات، في الوقت الذي تفضل فيه السلطات المعنية التزام الصمت وعدم تحديد المسؤوليات. ووفق ربيع الخمليشي، رئيس مرصد حماية البيئة والمآثر التاريخية بطنجة، ففي حريق الهرارش الأخير تحديدا تبقى فرضية اندلاع النيران بفعل فاعل مطروحة بقوة، فالحريق شب في منطقة مهددة بفعل تفشي البناء العشوائي والرعي الجائر بها، وهو الأمر الذي سبق أن نبهت إليه مراسلات المرصد الموجهة لكل من مندوبية المياه والغابات وولاية طنجة ومجلس المقاطعة. وأضاف الخمليشي ان هذا الحريق “يصعب ان أن يكون صدفة، وهناك قرائن تشي بأنه شب بفعل فاعل”، مضيفا أن مشكلة الحرائق لن تعالج مادام القانون لا يلزم الدولة بإعادة تشجير كل المساحة المتضررة، حتى لا يكون الحريق مطية لفتح المنطقة للبناء.