اضطر منظمو مباراة أمل تزنيت ضد اتحاد ايت ملول إلى اتخاذ إجراءات مشكورة قبل المباراة، حيث تم طرح تذاكر اللقاء في متناول الجمهور 24 ساعة قبل المواجهة، عبر نقط بيع محدودة داخل مدار تزنيت الحضري، وهو ما سيكون وراء إغلاق شبابيك التذاكر بعد 20 دقيقة فقط من انطلاق المباراة ، كما عاين ذلك موقع سوس سبور الذي كان حاضرا لملاحظة اجواء المباراة العامة .. رجال الامن وجدوا مهامهم غير صعبة ، بحيث ان تنظيم عملية خروج الجمهور المحلي والزائر تمت بشكل يتسحق التنويه، من خلال الاحتفاظ بالجمهور الزائر الى حين مغادرة المحليين، تحسبا لأي طيش فردي هنا او هناك ، وللموضوعية اؤكد ان ماصاحب مباراة امل تزنيت ضد مولودية مراكش الموسم الماضي كان اكبر من هذه المواجهة، حيث اضطر رجال الامن يومها الى متابعة الجماهير التزنيتية خارج الملعب، الى حدود ساحة المشور وشارع " اكي واسيف".. الاحتفالية بدأت استعداداتها بتزنيت يوما قبل المواجهة، حيث انهمك أنصار الأمل المعروفين" بالريزينغ " في اعداد تيفو يليق بالمدرجات ، في وقت استعد فيه الجمهور الملولي بدوره للرحلة صوب تزنيت ، بوسائل تشجيع مهمة .. للأسف ، حرم إغلاق شباك التذاكر ماقد يماثل نصف الجمهور الحاضر من ولوج الملعب، بالنظر لامتلاء المدرجات، ولمحدودية الطاقة الاستيعابية التي لاتتجاوز 2000 الى 2500 متفرج، رغم أن ملعب المسيرة الخضراء ملعب يمكن التفكير في إضافة مدرجات داخل فضاءاته متى أبدى المسؤولون في البلدية نوعا من الاهتمام الجاد بالشباب والرياضة ... نوعية الشعارات التي كانت تردد ، كان فيها كالعادة سخط من حين الى آخر على بعض قرارات الحكم الناجم مهيوي، وذلك امر معتاد في الملاعب ، لكنه كان في تزنيت مؤدبا ، خاصة وان اللاعبين لم يحتجوا نهائيا داخل رقعة التباري، حيث لم يشهر الحكم الانذارات الا مرتين او اقل ، حيث كان ذكيا في مجاراة اطوار التباري .. وبنوع من المفاجأة السارة جدا ، عمد الجمهور التزنيتي الى شعار " تحية تزنيتية..للجمهور الملولي " ، ليرد الزوار بمايوازي ذلك الترحيب ، وكانت من الصور الجميلة جدا على المدرجات ارتفاع عشرات المظلات فوق الرؤوس بعد تساقطات مطرية خجولة بين الحين والآخر، ليتوحد الجمهور في نهاية المباراة حين أصبح جمهور ايت ملول يصدح بشعار" ايمازيغن" ، اذ عادت بعض الجماهير التزنيتية التي كانت تهم بالخروج للنقر على الطبل وترديد نفس الشعار، الى درجة التوحد بين الطرفين ..فرغم ان المدرجات فصلت بين الزوار والمحليين، فإن مايوحد بينهما اكبر بكثير من مجرد اسمنت بارد .. صراحة ، وجه حضاري جدا جدا يستحق التنويه ، فالريزينغ التزنيتي والاولترا الملولية وقعا على فوز الروح الرياضية العالية ، وهذه هي الصورة الجميلة التي نريدها في الملاعب المغربية بدون استثناء على مستوى مواجهات الهواة بالتحديد.. وحتى لا نمر على حدث مرور الكرام ، سرت بين جمهور امل تزنيت شائعة تصريح مدرب حراس ايت ملول لمنبر اعلامي بكلام يختصر تزنيت في " بيع النعناع " ، وعاينا نقاشا بين شباب غيورين على المدينة والاخ بن الشتيوي، اكد فيه الحارس السابق للحسنية نفيه المطلق للشائعة، وفي الحقيقة ، مانعرفه عن بن الشتيوي هو فوق مستوى النزول الى مثل ذلك القدح ، وكنا نتمنى ممن روج له ان يطلع الجمهور على دليل حتى نكون عمليين ومنصفين اكثر، والحمد لله ان النقاش على هامش المباراة وضعت فيه النقط على الحروف ، وكنا نتمنى من المكتب المسير ان يمارس حقه في الرد على مثل تلك العبارات التي لا مسؤولية فيها ولا علاقة لها بالرياضة ، من خلال قنوات الرد الي يضمنها له قانون الصحافة المعمول به، دون ترك الجمهور يتيه بين " قيل" و" سمعنا"... فشكرا لجمهوري امل تزنيت واتحاد ايت ملول على الصورة الحضارية التي امتعتنا جميعا بملعب المسيرة الخضراء، وتحية تقدير للتدبير الأمني الجيد ... سوس سبور : محمد بلوش