اعتبرت الخبيرة المعمارية، هناء البكاري، اليوم الخيمس، أن المدينة العتيقة المغربية، على غرار مدن فاس وتطوان وطنجة، تشكل مصدر إلهام حقيقي لمدن المستقبل التي تحترم البيئة. وأبرزت البكاري، وهي نائبة رئيس مؤسسة طنجةالمدينة، في مداخلة لها بعنوان “فيما وراء الجدران، أي تأهيل؟”، في إطار الندوة الدولية التي تنظمها أكاديمية المملكة المغربية على مدى ثلاثة أيام حول موضوع “المدينة في العالم الإسلامي، المنطلقات والتحولات”، أن قيم المدن العتيقة وغناها التراثي والمعماري يمكن أن يساهم بشكل كبير في تصميم وبناء مدن المستقبل وتحسين جودة العيش داخلها. وأوضحت بكاري ، في مداخلتها خلال ورشة الجغرافيا والتعمير والاقتصاد والهندسة المعمارية حول “المدينة الإسلامية: أبعاد جغرافية متعددة” ، أن هذه المدن الإسلامية-العربية العتيقة، على غرار مدينة طنجة، تحمل إرثا تاريخيا هاما وتزخر بمقومات اجتماعية ومعمارية هائلة يمكن الاقتداء بها في الحفاظ على التراث وتعزيز النظام البيئي وكذا توطيد الروابط الإنسانية بين السكان. كما أكدت المهندسة المعمارية على ضرورة اعتماد مقاربة الاستماع للساكنة وتسجيل شكاواها من أجل فهم أفضل لمنطق تطور الأحياء القديمة، مشيرة إلى أن الهدف الرئيسي يجب أن يتجلى في تحسين الظروف المعيشية والبيئية للسكان. واستشهدت المحاضرة، في هذا الصدد، بالمجهودات الكبيرة المبذولة على مستوى مدينة طنجة، والتي أعطت ثمارها من خلال تنفيذ مشاريع عملاقة على غرار “طنجة ميتروبول” وبرنامجها “مدينتي أجمل” وأخرى صغيرة، لكنها لا تقل أهمية، مثل برنامج “من حومة الشوك إلى حومة الورود”..