صدمة أخرى وما أكثر الصدمات بمدينة العرائش، هذه المرة تمثلت في ترخيص بلدية العرائش في شخص رئيسها، ببناء كشك فوق حديقة بحي المغرب الجديد. وهذه ليست المرة الأولى التي يرخص فيها بالبناء على حساب الفضاءات الخضراء والأرصفة. ورغم أن الحدائق بمدينة العرائش ناذره وتغطي مساحة ضعيفة جدا، إلا أن هواية رئيس الجماعة المفضلة، هي الترخيص للأكشاك وبنائها فوق الحدائق، دون أن يرف له جفن أو يؤنبه ضميره، حسب المعلقين. أما الدكتور نور الدين سينان، رئيس الجمعية المغربية للبيئة والتنمية، فحذر بلدية العرائش من الترخيص لمثل هذه الأكشك العشوائية، على حساب المجال الأخضر. وأضاف في تدوينة له على الفايسبوك بأن " المساحات الخضراء في العرائش تعتبر الأضعف في المغرب ". وكشف الدكتور سينان أن المجال الأخضر بمدينة العرائش يشكل 0,5 متر مربع لكل مواطن عرائشي، بينما المعدل العالمي هو 12 متر مربع لكل مواطن، محذرا من أنه لولا وجود غابة لايبيكا التي تتعرض لهجوم شرس وكبير، ولبقية الشريط الغابوي، لكان المعدل كارثيا . وفي السياق، قام الدكتور نور الدين بشضاضي، بمراسلة عاجلة لرئيس المجلس الجماعي، إعترض فيها بصفته من سكان الحي، على وجود هذا الكشك الغريب في مجمع سكني، منبها إلى عدم وجود الأكشاك في تصميم التهيئة الذي على أساسه إقتنى مسكنا. موضوع إنتهاك الفضاءات الخضراء وتدميرها، وصلت للجالية العرائشية المقيمة في بريطانيا، حيث كتب خالد برواين، عضو مكتب جمعية أبناء العرائش في المهجر، بأن ثقافة الإسمنت غزت مدينة العرائش، وعلق عليه عبد الله الشرفي المقيم في لندن، بأن بلدية العرائش هي المسؤولة عن تخريب المدينة. من جهته قال المحامي عزيز العليکي، عضو هيئة طنجة، إن الفساد بجماعة العرائش أضحى مؤسساتيا، ومكونا من مكونات تدبير الشأن العام. وأشار العليكي في مقال له، إلى أن قانون ردع السلوكات الفاسدة غائب، محذرا من أن الإرادة السياسية معطوبة.