تواجه مجموعة من الأحزاب السياسية اليسارية منها في مدينة طنجة، عجزا كبيرا في تغطية الدائرة الانتخابية لعمالة طنجةأصيلة، بالمرشحين لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقررة في ال 8 من شتنبر المقبل. وفي الوقت الذي اقتربت غالبية الأحزاب السياسية في الحسم في مرشحيها للانتخابات المقبلة، ما تزال معظم الأحزاب اليسارية، خاصة حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والحزب الاشتراكي الموحد، لم تبرح مرحلة الكمون للخروج إلى الساحة الانتخابية لتسمية مرشحيها لهذه الاستحقاقات. ويغيب الحزبان اليساريان باستمرار من تمثيلية المجالس المنتخبة على مستوى مدينة طنجة، وكذا على مستوى الدائرة الانتخابية لعمالة طنجةأصيلة، إذ أن آخر حضور لحزب الاتحاد الاشتراكي في مجلس جماعة طنجة، يعود إلى فترة عمدة طنجة السابق، الدحمان الدرهم، الذي قاد أول تجربة لنظام وحدة المدينة سنة 2003. أما حزب الاشتراكي الموحد، الذي دخل غمار اللعبة السياسية في أعقاب الحراك الشعبي الذي اندلع سنة 2011، فلم يتوفق في الحصول على أية تمثيلية داخل المجالس المنتخبة، ويقتصر تفاعله مع الشأن العام المحلي عبر بيانات تلاحق مكامن الخلل في التسيير الجماعي. وتعليقا على عدم قدرة الأحزاب السياسية اليسارية على تغطية الدائرة الانتخابية بمرشحين لخوض الاستحقاقات المقبلة، يذهب الباحث في الشأن السياسي، البشير الحداد الكبير، إلى ربط الأمر باحتضار هذه الأحزاب مما يجعلها غير قادرة على الظفر بمقاعد مهمة بمدينة طنجة في الاستحقاقات المقبلة. وسجل الحداد، في تصريح لجريدة طنجة 24 الإلكترونية، أن أحزاب اليسار تعاني كباقي الأحزاب السياسية المغربية من هشاشة الديمقراطية الداخلية، كما تعاني من كثرة الانشقاقات وأتساع فجوة الترحال السياسي دون أن ننسى شيئا مهما وهو ضعف الخطاب السياسي واعتبر الخبير في الشأن السياسي، أن سبب عدم قدرة الأحزاب اليسارية، سواء في مدينة طنجة أو غيرها من المدن على الفوز في الإنتخابات المقبلة بالمقاعد الأولى، يكمن في أنها لم ينتج لنا نخبا تمتلك الذكاء السياسي وتسوق خطابا سياسيا أكثر إقناعا، فاليسار الحالي لم يواكب القرن الحادي والعشرين وإنما ظل حبيس خطاب إيديولوجي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولم يستوعب بعد أن السياسة بمثابة ماركتينغ لابد من تسويق منتوج سياسي ينسجم مع الواقع ويقنع فئة واسعة من المواطنات والمواطنين وليس ترديد أناشيد وأسطوانات أكل عليها الدهر. وأضاف المتحدث، أن اليسار أصبح يفتقر لفن التكتيك الانتخابي مما جعله يعاني في صمت ويحتضر، وغياب تام للتواصل مع المواطنين وحل مشاكلهم، "وهذا شيء غير مقبول، من هيأت مهمتها تمثيل وتأطير المواطنين، وخدمة مصالحهم… ". حسب ما جاء على لسانه.