كشفت صحيفة “إلموندو” الاسبانية الواسعة الانتشار، في تحقيق نشرته أمس الثلاثاء، عن انتشار واسع لظاهرة الاستغلال الجنسي للقاصرين في مدينة طنجة، خاصة من طرف السياح الاجانب الذين يقدمون إلى المدينة لقضاء نزواتهم مع قاصرين مشردين في الشوارع. ووفق تقرير التحقيق الذي حمل عنوان “زقاق الاطفال الذين سقطوا في فخ الاستغلال بطنجة”، فإن فور وصول السائح إلى طنجة، خاصة في منطقة السوق الداخل ، تنهال عليه العروض من طرف وسطاء لممارسة الجنس مع القاصرين، وقد حدث هذا مع صحافي “إلموندو” معد التحقيق أكثر من مرة. وجاء في التقرير، أن أحد الوسطاء صرح للصحيفة، بأن الكثير من الاوروبيين يقدمون إلى طنجة لممارسة الجنس مع الاطفال، خاصة أولئك القاصرين الذي يعيشون في حالة تشرد بالقرب من الميناء ينتظرون فرصة للهجرة إلى أوروبا. وقد لاحظ صحافي “إلموندو” كيف يستقطب السياح القاصرين إلى الفنادق الصغيرة التي لا يتعدى غرف المبيت فيها 4 أورو من أجل ممارسة الجنس، ويصل سن بعض هؤلاء الاطفال إلى 8 سنوات وفق ما عُرض على صحافي “إلموندو” من طرف بائع للسجائر يشتغل كوسيط بين السياح والقاصرين. وكشف منسق الجمعية المغربية “ماتقيش ولدي” في حديث مع صحيفة “إلموندو” بأن الجمعية اشتغلت على أزيد من 200 حالة تتعلق بالاستغلال الجنسي للاطفال في مدينة طنجة منذ سنة 2011، وقد ساهمت في اعتقال وسجن 80 شخصا تورطوا في الاستغلال الجنسي للقاصرين. وأضاف المتحدث ذاته في هذا السياق، أن 30 في المائة من عدد المعتقلين الذين ساهمت الجمعية في سجنهم منذ سنة 2011، هم من جنسية أجنبية، سياح اسبان وفرنسيون وانجليز، تورطوا في الاستغلال الجنسي للقاصرين في طنجة. وصرح ممثل الجمعية المغربية “ماتقيش ولدي” للصحيفة الاسبانية بأن الاستغلال الجنسي للقاصرين أصبح ظاهرة كبيرة في المغرب، بل أن المغرب أصبح بمثابة ملجأ للبيدوفيليين. وأشار تحقيق “إلموندو” بأن حوادث استغلال القاصرين تظهر بشكل شبه يومي في الصحف المغربية، ما يعني انتشار هذه الظاهرة على نطاق واسع في كل مناطق المغرب، الامر الذي أدى إلى خروج المواطنين في مظاهرة حاشدة في فاس منذ شهور مضت يطالبون بوقف الاستغلال الجنسي للاطفال في المغرب.