أطلقت مقاطعة السواني بمدينة طنجة حملة موسعة لرش المبيدات الحشرية في عدد من الأحياء والنقاط الحساسة، بعد تزايد حالات التذمر وسط السكان بسبب اجتياح كبير للبعوض، أثار موجة استياء وقلق من التداعيات الصحية المرتبطة بتكاثر الحشرات في محيط السكن. وجرى إعطاء انطلاقة هذه الحملة تحت اشراف أنور الكامل، نائب رئيس المقاطعة المكلف بقطاع الصحة، وتحت إشراف مباشر من رئيس مقاطعة السواني، وشملت في مرحلتها الأولى شبكات تصريف مياه الأمطار التي غالبا ما تتحول إلى بؤر لتوالد الحشرات، إضافة إلى نقاط سوداء معروفة بتكرار هذه الظاهرة داخل النفوذ الترابي للمقاطعة. وامتدت التدخلات لتشمل أيضا معالجة الأشجار في الفضاءات الخضراء، وعلى طول المحاور الطرقية الرئيسية، بالإضافة إلى محيط عدد من المؤسسات العمومية، في محاولة للحد من الظواهر المرتبطة بتكاثر البعوض، والذي سجل حضوره بقوة خلال ليالي الأسابيع الماضية، وسط ارتفاع متدرج في درجات الحرارة. وتأتي هذه الحملة في سياق متأخر نسبيا، بعدما تعرضت عدة أحياء، لا سيما بني مكادة، والعوامة، ومسنانة، ومغوغة، لاجتياح صامت للبعوض، وصف من قبل عدد من السكان بأنه "اعتداء ليلي على حقهم في الراحة"، بسبب ما سببته لسعات الحشرات من معاناة للأطفال والمسنين، وحرمان الكثيرين من فتح النوافذ ليلا خشية دخول أسراب من الحشرات الطائرة. وأمام تنامي الاحتجاجات، وجهت فعاليات مدنية ونشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي انتقادات لاذعة إلى مصالح جماعة طنجة، معتبرين أن أجهزة حفظ الصحة لم تتفاعل بالسرعة والفعالية المطلوبة، رغم وجود ميزانيات مخصصة وأقسام متفرغة لمعالجة هذا النوع من الظواهر البيئية. وفي تصريح لمصالح مقاطعة السواني، أفاد مصدر تقني بأن الحملة ستستمر بشكل دوري طوال الأسابيع المقبلة، وفق برنامج تدخل ميداني يغطي مجموع أحياء المقاطعة، مضيفا أن عمليات الرش ستتم وفق معايير السلامة الصحية المعتمدة، وباستخدام مبيدات مرخصة من طرف وزارة الصحة، مع الحرص على ألا تؤثر على الكائنات غير المستهدفة ولا على الغطاء النباتي. ورغم هذه الخطوة، يواصل العديد من السكان التشكيك في جدوى مثل هذه الحملات إن لم ترفق بخطة وقائية دائمة، تشمل تنظيف قنوات الصرف، ومراقبة مصادر المياه الراكدة، وإشراك الساكنة في التبليغ عن بؤر محتملة، في وقت تتزايد فيه التحديات البيئية الحضرية مع حلول فصل الصيف.