تواصل جهة طنجةتطوانالحسيمة تصدرها للجهات الاكثر عرضة لحرائق الغابات، في وقت حذرت فيه الوكالة الوطنية للمياه والغابات من بلوغ درجة "الخطورة القصوى" (المستوى الاحمر) في ثلاثة من اقاليمها، وهي طنجةاصيلة، العرائش، وشفشاون، وذلك بالتزامن مع صدور نشرة انذارية عن المديرية العامة للارصاد الجوية، تتوقع ارتفاعا ملموسا في درجات الحرارة بعدد من مناطق الشمال. وبحسب خرائط التنبؤ اليومية التي اطلقتها الوكالة انطلاقا من يوم الاثنين، تم ادراج اقليمي تطوان وفحص انجرة ضمن "المستوى البرتقالي" الذي يشير الى "خطورة مرتفعة"، ما يجعل مجموع اقاليم الجهة كلها مصنفة ضمن اعلى درجات التأهب، بفعل تقاطع مؤشرات الغطاء النباتي القابل للاشتعال، والظروف الطبوغرافية، والتقلبات المناخية المرتقبة. وتأتي هذه الانذارات الجديدة في سياق مواصلة الجهة تصدرها على المستوى الوطني من حيث عدد البؤر المسجلة، بواقع 123 حريقا خلال سنة 2024، اي ما يعادل 32 في المئة من مجموع الحرائق الموثقة بالمملكة، وفق معطيات رسمية قدمت خلال اجتماع اللجنة المديرية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات بالرباط. ورغم هذا التمركز في عدد الحرائق، فقد سجل تراجع واضح في المساحات المتضررة بالجهة، والتي لم تتجاوز 346 هكتارا، في مقابل انخفاض وطني بلغ 86 في المئة مقارنة بسنة 2023، التي عرفت تضرر اكثر من 6400 هكتار من الغطاء الغابوي. ودعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات مرتادي الفضاءات الطبيعية الى "التحلي باقصى درجات الحذر"، مع التأكيد على "اهمية التبليغ الفوري" عن اي دخان او سلوك مشبوه، تفاديا لخسائر جديدة في غطاء غابوي يظل هشا امام تغيرات المناخ وضغط الانشطة البشرية، رغم المجهودات المبذولة في مجال الوقاية والتدخل السريع. وفي افق موسم 2025، رصدت الوكالة غلافا ماليا قدره 160 مليون درهم لتعزيز قدرات الرصد والمراقبة، وصيانة المسالك ومصدات النار، وتهيئة نقط الماء، واقتناء تجهيزات اضافية موجهة للتدخلات الاولية، في اطار مقاربة استباقية تراهن على تقليص زمن الاستجابة واحتواء الحرائق في بدايتها.