أوقفت مصالح الأمن بمدينة طنجة عضوا بارزا في تنظيم "موكرو مافيا"، المصنّف ضمن أخطر الشبكات الإجرامية النشطة في أوروبا، والمتورط في عمليات تهريب دولية للكوكايين وتصفية حسابات دموية هزّت مدنًا أوروبية كبرى. وبحسب مصادر متطابقة، فإن المعني بالأمر، المدعو "ي. ب"، جرى ضبطه داخل مقهى للشيشة في منطقة مالاباطا، في وضعية تنكّر محكمة، حيث كان يحمل جواز سفر مزورا ويعتمد هوية مزيفة لتفادي التتبع الأمني. عملية التوقيف نُفذت بسرعة ودقة، في مشهد أثار دهشة الحاضرين، بعدما تبيّن أن الرجل الجالس بهدوء في الزاوية، هو في الواقع أحد الوجوه المطلوبة على المستوى الدولي. ويُشتبه في أن "ي. ب" يشكّل حلقة متقدمة ضمن خيوط شبكة "موكرو مافيا"، التي تأسست من مهاجرين شباب ينحدرون من أصول مغربية واستوطنت ضواحي روتردام وأنتويرب، قبل أن تتحول إلى إمبراطورية سوداء لتهريب الكوكايين وغسل الأموال، وسط علاقات متشابكة مع كارتيلات أمريكا اللاتينية. وتشير المعطيات الأولية إلى أن الموقوف هو شقيق "ع. ب"، أحد أباطرة الكوكايين المعروفين في الأوساط الأمنية البلجيكية والهولندية، والذي تم توقيفه سابقا في دبي وتسليمه إلى بروكسيل. هذه الصلة العائلية، وفقًا للمحققين، ليست مجرد صدفة، بل تعزز فرضية تنسيق محكم بين جناحَي التنظيم في الضفتين. ويُعرف عن "موكرو مافيا" أنها لا تترك أثرا وراءها؛ تنظيم يعمل بصمت، يشتري ولاءات، ويصفّي خصومه بدم بارد. من بين ضحاياه قضاة وصحفيون ومحامون حاولوا كشف خيوطه، بينما تستمر السلطات الأوروبية في تفكيك خلاياه من هولندا إلى إسبانيا، دون أن تتمكن بعد من قطع رأس الأفعى. وقد أُحيل "ي. ب" على أنظار النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، حيث يُنتظر أن تكشف التحقيقات الجارية عن المزيد من الخيوط المحتملة داخل التراب الوطني، وسط تكتم أمني شديد وتحفّظ في تسريب المعطيات، بالنظر لحساسية الملف وتشعّب امتداداته.