بدأت ملامح "منطقة المشجعين" الخاصة بنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025 في التشكل بمدينة طنجة، حيث انطلقت الأشغال رسميا في الفضاء المحاذي لمنتزه "فيلا هاريس" التاريخي بمنطقة مالاباطا، ليكون قبلة للجماهير الرياضية طيلة فترة البطولة. وتسابق الفرق التقنية الزمن في هذا الموقع الاستراتيجي الذي تحول إلى ورشة مفتوحة لتركيب الهياكل المعدنية والمنصات، استعدادا لاستقبال الآلاف من عشاق كرة القدم الذين سيتوافدون على "عروس الشمال" لمتابعة العرس القاري. ويكتسي اختيار الفضاء المحاذي ل"فيلا هاريس" دلالة خاصة؛ فهذا المنتزه الذي يضم قصرا تاريخيا شيده الكاتب البريطاني والتر بورتون هاريس في القرن التاسع عشر، يعد اليوم أيقونة ثقافية وسياحية في طنجة. ويأتي تحويل محيطه إلى ساحة احتفالية كروية ليمزج بين الترويج للموروث التاريخي للمدينة وحماس المنافسة الرياضية، حيث يقع الفضاء في منطقة "مالاباطا" الساحلية الحيوية القريبة من الفنادق المصنفة والكورنيش، مما يسهل وصول الجماهير والسياح إليه سواء عبر وسائل النقل العام أو سيرا على الأقدام من المناطق السياحية المجاورة. واستنادا إلى وتيرة الأشغال الحالية، يتم تجهيز المنطقة بشاشات عملاقة تتيح للمشجعين الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على تذاكر المباريات متابعة الدقائق الساخنة للمنافسات في أجواء جماعية حماسية، كما سيضم الفضاء منصات للعروض الموسيقية والترفيهية ومناطق مخصصة للمطاعم والخدمات لضمان تجربة متكاملة للزوار. وتشير اللافتات المحيطة بورش الأشغال التي تحمل الهوية البصرية ل"كان المغرب 2025″ إلى أن هذا الفضاء لن يكون مجرد ساحة للمشاهدة فحسب، بل نقطة التقاء ثقافي بين الجماهير الإفريقية والعالمية. وتعد طنجة التي تحتضن مباريات حاسمة في البطولة بملعب "ابن بطوطة" الكبير واحدة من الركائز الأساسية لملف التنظيم المغربي، حيث تراهن السلطات المحلية على هذا الفضاء لتخفيف الضغط عن محيط الملعب وتوفير متنفس احتفالي آمن ومنظم للعائلات والزوار.