دعا رئيس الهيئة المغربية للمقاولات الصغرى، رشيد الورديغي، يوم الأربعاء بطنجة، إلى تسريع وتيرة الدعم المالي والتقني للمقاولات الصغرى الناشطة في الاقتصاد الأخضر، واصفا إياها ب"المحرك المستقبلي" للدينامية الاقتصادية في المملكة، وذلك تماشيا مع الطموحات الاستراتيجية للمغرب في أفق عام 2035. وفي مداخلة له خلال افتتاح "معرض الاقتصاد الأخضر والدائري"، اعتبر الورديغي أن التحول نحو الاقتصاد الأخضر لم يعد مجرد خيار تكميلي، بل هو "خيار استراتيجي" تبنته المملكة، مؤكدا على الدور المحوري الذي تلعبه المقاولات الصغرى في هذا التحول، لا سيما في القطاعات الصاعدة التي تراهن عليها الرباط لتعزيز السيادة الطاقية والصناعية. وشدد الفاعل الاقتصادي على ضرورة "مواصلة تطوير برامج التمويل" المخصصة للمشاريع الخضراء، داعيا إلى تبسيط مساطر ولوج المقاولات الصغرى إلى آليات الانتقال الطاقي. كما طالب بإنشاء "حاضنات جهوية متخصصة" وإطلاق مشاريع مشتركة مع الشركاء الدوليين في مجالات حيوية كالطاقات النظيفة والحلول البيئية الذكية، لضمان استدامة هذه المقاولات وقدرتها على المنافسة. وتأتي دعوة الورديغي في وقت يشهد فيه المغرب بروز جيل جديد من المقاولات المبتكرة التي تجاوزت مرحلة الأفكار إلى التنفيذ الميداني، مما يؤكد جاهزية النسيج المقاولاتي الصغير للانخراط في هذا الورش. وأشار المتحدث ذاته إلى أن مشروع (Inno'Vert)، الذي ينظم المعرض في إطاره، يمثل نموذجا لهذه المواكبة، حيث يتيح للشباب تطوير مشاريع قائمة على الاقتصاد الدائري والابتكار الاجتماعي، وهو توجه يتزامن مع حراك مالي يشهده القطاع، حيث عزز البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (EBRD) دعمه للمغرب بتمويل أخضر قيمته 65 مليون يورو، بالتوازي مع انخراط المؤسسات البنكية المحلية في توسيع برامج التمويل الأخضر. وختم الورديغي تدخله بالتأكيد على أن الهدف الأسمى يظل تحقيق "نموذج نمو مستدام وشامل"، يتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة، ويحول التحديات البيئية إلى فرص حقيقية لخلق الثروة ومناصب الشغل، داعيا إلى دمج أقوى لهذه الكيانات الصغيرة في سلاسل القيمة المرتبطة بكبريات المشاريع الوطنية.