في تصعيد جديد للتوتر بين واشنطنوكراكاس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأربعاء مصادرة ناقلة نفط ضخمة قبالة سواحل فنزويلا، واصفا السفينة بأنها "الأكبر التي تتم مصادرتها" على الإطلاق. وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي: "صادرنا للتو ناقلة نفط كبيرة، كبيرة جدا، قبالة فنزويلا"، من دون أن يقدم تفاصيل إضافية بشأن هوية السفينة أو مالكها أو وجهتها. وأوضح الرئيس الأمريكي أن "الناقلة صودرت لأسباب وجيهة للغاية"، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة ستحتفظ بشحنتها النفطية. وتزامن الإعلان مع نشر وزيرة العدل الأمريكية بام بوندي مقطع فيديو يظهر جنودا أمريكيين ينزلون بواسطة الحبال من مروحية على سطح الناقلة. وأوضحت بوندي أن السفينة كانت ضمن "شبكة شحن غير مشروعة" تُستخدم لنقل النفط الخاضع للعقوبات من فنزويلا وإيران، مشيرة إلى أن العملية تأتي في إطار التصدي للتهرب من العقوبات الأمريكية المفروضة على البلدين. ووفقا لوسائل إعلام أمريكية، كانت الناقلة في طريقها إلى كوبا قبل أن يعترضها خفر السواحل الأمريكي ويصادرها.
من جهتها، نددت وزارة الخارجية الفنزويلية بشدة بما وصفته ب"سرقة فاضحة وقرصنة دولية"، مشيرة إلى أن ما أعلنه ترامب "يمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي". وأكدت كراكاس في بيان أن العملية تؤكد الطبيعة العدوانية للسياسة الأمريكية تجاه فنزويلا. وجاء تصريح ترامب في وقت ظهرت فيه المعارضة الفنزويلية البارزة ماريا كورينا ماتشادو للمرة الأولى منذ 11 شهرا، وذلك خلال مشاركتها في مراسم جائزة نوبل للسلام في العاصمة النروجية أوسلو. وتسلمت ابنتها آنا كورينا سوسا الجائزة نيابة عنها، بعدما وصلت ماتشادو متأخرة ولم تتمكن من حضور الحفل الرسمي. وكان آخر ظهور علني لماتشادو في 9 كانون الثاني/يناير خلال مظاهرة في كراكاس ضد تنصيب الرئيس نيكولاس مادورو لولاية ثالثة، قبل أن تدخل في حالة من التخفي القسري. وفي سياق مواز، تواصل واشنطن تكثيف إجراءاتها الاقتصادية والعسكرية ضد فنزويلا، بهدف الإطاحة بحكم نيكولاس مادورو. وأكد ترامب في مقابلة مع موقع "بوليتيكيو" مؤخرًا أن "أيام مادورو باتت معدودة"، في إشارة إلى تصميم إدارته على مواصلة الضغط. كما نفذت الولاياتالمتحدة سلسلة ضربات ضد زوارق يُشتبه في استخدامها لتهريب المخدرات في منطقة البحر الكاريبي. تُعد صادرات النفط المورد الرئيسي للاقتصاد الفنزويلي، لكن العقوبات الأمريكية دفعت البلاد إلى بيع إنتاجها في السوق السوداء بأسعار منخفضة، خاصة إلى دول آسيوية. وينتج البلد حاليا نحو 1,1 مليون برميل يوميا، يذهب معظمها إلى الصين، بحسب تقديرات خبراء. ويُتوقع أن تؤثر مصادرة الناقلة بشكل كبير على هذه الصادرات، إذ قد تتردد شركات أو دول في شراء النفط الفنزويلي خشية التعرض للعقوبات أو المصير ذاته. وأفاد الممثل التجاري للاتحاد الأوروبي في فنزويلا، خايمي لويس سوكاس، بأن واردات التكتل من النفط الفنزويلي تراجعت بنسبة 75 بالمئة هذا العام، من 1,535 مليار يورو في 2024 إلى 383 مليونا فقط في 2025. (أ ف ب)