في التسعينات من القرن الماضي كانت الإذاعة والتلفزة الوطنية قبل أذان المغرب بدقائق تبث وصلة إشهارية خلال شهر رمضان مطلعها : صالح عمي صالح فاين الكلمة د البارح... وكان موضوع هذا الإشهار هو الترويج لمنتوج يسمى "ألزا"، وطبعا الأمر حينئذ لم يكن يتعلق بالحافلات التي وطئت مدينة طنجة مؤخرا، ورغم ذلك فإن كلمات الأغنية المصاحبة للوصلة الإشهارية تصلح لترديدها اليوم مع تغيير المخاطب فيها "عمي صالح" ب "عمي فؤاد"، والمقصود هنا عمدة المدينة فؤاد العماري في اليوم الأول من بداية انطلاق أسطوفل الحافلات الجديدة التابع لشركة "ألزا" الإسبانية، ظهرت أولى الصور على الفيسبوك تكشف عورة " ألزا" في حين لم يتبث على " أوطاسا " أن كشفت عورتها إلا في أيامها الأخيرة في الخدم ، فإذا كانت مؤخرات " ألزا" ظهرت مع البداية، فكيف سيكون الحال بعد أكثر من سنة .. "هي هومبروك علينا هاذي البداية مازال مازال ‼". من باب الإجتهاد أظن أن " ألزا" ستكون أسوأ من " أوطاسا " فكل المؤشرات تشير إلى ذالك، وأولها : أنها لم توفر الأسطول الجديد في فاتح ماي كما وعدت، عبرملصقات في حافلاتها المهترئة ، التي ظلت تجوب أو بالأحرى تلوث طنجة طولا وعرضا لأكثر من ستة أشهر، بل ولم تكلف نفسها عناء عقد ندوة صحفية،أوحتى بيان تشرح فيه حيثيات هذا التأخر، وكأن الإعلان عن موعد انطلاق الأسطول الجديد ،الملصق عبر نوافذها غير خاص بساكنة طنجة بل بساكنة قلعة سراغنة، وحتى اليوم لا أحد يعرف هذا "السر " سر تخلفها عن موعدها المقرر سالفا، وكأنه سر من أسرار الدولة لذا كان على الشركة المذكورة من باب حسن النية مع المواطنين تدارك الأمر، وإذا اقتضى الحال تخفيض ثمن الرحلة إلى حين توفير الأسطول المنشود لكن لاشيء من هذا حدث يوم الأحد الماضي. ظهرت " ألزا" ولكن هذه المرة بملصق جديد " "هذه الحافلة مكيفة " وبما أن الشركة المذكورة كذبت علينا يوم ضربت لنا موعدا وأخلفته يجوز طرح السؤال التالي هل حقا هذه الحافلات مكيفة؟ وإن كانت حقا مكيفة فهل سيكون التكييف فقط أيام " البكور" ثم بعد ذالك نسمع ونعيش ماعيشناه أيام أوطاسا وأكثر في نظري يجب إزالة هذا الملصق مادام أن " ألزا" لا تف بالعهود ومن باب أخر حتى لاتقرأ يجوز "التكيف " وتتحول بذالك أوطاسا إلى مقهى الحافة متنقل، ومما يمكن مؤاخذته على الشركة الجديدة هي نوعية الحافلات المستعملة ، ففي عهد أوطاسا كانت الشركة تعتمد على ماركة "مارسديس" وما أدراك ما مارسيديس "جمال ألمانيا " – بكسر الجيم- بل عندما كانت الحافلات المهترئة لألزا تجوب شوارع المدينة طول هذه المدة كانت من نوع " مارسيديس " في حين الحافلات التي تجوب المدينة اليوم من نوع " طاطا هيسبنو" و" سكانيا " مما يطرح السؤال مجددا هل هناك في العقد المبرم مع هذه الشركة نوع محدد من الحافلات التي يجب العمل بها؟ ولماذا حافلات من نوع" طاطاهيسبنو" وليس مرسديس؟ بل ولماذا حافلات ألزا على بعد 14 كيلومترمن طنجة من نوع مارسيدس وعندنا من نوع " بطاطا هيسبنو" وليس " طاطا هيسبنو ". هذا باب من أبواب الإجتهاد في الجواب عن" ألزا" فإن أصبت فلي أجران وإن أخطأت فلي أجر واحد نتمنى أن لانسمع في الشوارع مع مرور الأيام الحبيبة يا " أوطاسا".