تم، مساء أمس الخميس في بروكسيل، تقديم كتاب "بين ضفتين، المغرب-بلجيكا، تواريخ متوازية، مصائر متقاطعة" لمؤلفه حسن بوستة، الذي يسلط الضوء على الروابط التي ن سجت بين البلدين عبر التاريخ، وذلك بحضور نخبة من المثقفين والأكاديميين. وأتاحت مراسم تقديم هذا الكتاب، المنظمة بمجلس الشيوخ البلجيكي بمبادرة من سفارة المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ وجمعية "أصدقاء المغرب"، إبراز فصول من هذه العلاقة المغربية-البلجيكية التي تبقى في بعض الأحيان غير معروفة، فضلا عن استكشاف آفاق الروابط المتينة بين المملكتين. وقد تميز اللقاء بنقاش غني مع مؤلف الكتاب، الأستاذ الجامعي والباحث حسن بوستة، الذي أبرز الإرث المشترك ومختلف أوجه التعاون والذاكرة المتقاطعة بين البلجيكيين والمغاربة، وذلك من خلال مجموعة من البورتريهات والقصص والسير الذاتية التي تم تسليط الضوء عليها في هذا العمل المنجز بدعم من مجلس الجالية المغربية بالخارج. وأوضح السيد بوستة، الأستاذ بجامعة لييج والباحث بالصندوق الوطني للبحث العلمي في بلجيكا، في كلمة له بهذه المناسبة، أنه يرمي من خلال هذا الكتاب إلى اقتفاء مختلف أنماط التفاعل بين المجتمعين المغربي والبلجيكي عبر التاريخ، وإلى ما هو أبعد من ذلك، إلى فتح باب التأمل في كيفية بناء الذاكرة من خلال الوقائع التاريخية، التي غالبا ما تكون انتقائية، وتأثيرها على الهويات. وأشار إلى أن هذا العمل البحثي مكن من العودة إلى عصور ما قبل التاريخ وصولا إلى العصور الحديثة، مرورا بمراحل تاريخية مختلفة تشهد على عمق الروابط بين ضفتي المتوسط عموما، وبين المغرب وبلجيكا على وجه الخصوص. وأضاف المؤلف أن هذا الكتاب، الموثق والم دع م بالصور بشكل مكثف، يهدف إلى الإسهام في تعزيز الحوار بين الشعوب، وتزويد الأجيال الشابة بمرجعيات متجذرة وأدوات للمعرفة والفهم المتبادل. ومن جهته، أشاد سفير المغرب ببلجيكا والدوقية الكبرى للوكسمبورغ، محمد عامر، بجودة هذا العمل الذي يسلط الضوء على فصول عديدة من التاريخ المشترك بين المغرب وبلجيكا، وي ظهر أن العلاقات بين البلدين تمتد إلى ما هو أبعد من معاهدة الصداقة لعام 1862. وأكد أن هذه العلاقات التاريخية تنخرط اليوم في دينامية جديدة، من أجل جعل الشراكة بين المغرب وبلجيكا نموذجا ليس لتنمية المملكتين فحسب، بل أيضا لتعزيز الروابط بين أوروبا وإفريقيا، مبرزا في هذا السياق توقيع اتفاق شراكة من جيل جديد بين الرباطوبروكسيل أمس الخميس، والتي تغطي العديد من المجالات مثل الاقتصاد والأمن والعدل والهجرة. يذكر أن حسن بوستة، المولود بمدينة هاسلت سنة 1970، والحاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة لوفان الكاثوليكية، أستاذ متخصص في قضايا الهجرة والتنوع وسياسات الاندماج، يدرس في جامعتي لييج وبروكسيل الحرة، ويشرف على بحوث لفائدة عدد من المؤسسات الأوروبية.