هل يتم فتح تحقيق نزيه في شغل حامي الدين لمنصب أستاذ جامعي بدون مباراة عائلة الطالب القتيل بنعيسى تطالب بإخضاع عبد العالي حامي الدين للتحقيق في وفاة إبنها
عزيز الدادسي في التاريخ الإسلامي قصة رجل غريب ادعى النبوة إسمه مسيلمة الكذاب، وزعم أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم اقتسم معه النبوة في الأرض، وكانت له نبوءات على شكل ادعاءات، وقصة الرجل تنطبق على قصة رجل كان بالأمس القريب متسكعا بشوارع الرباط وأصبح اليوم متنبئا بأن الملكية تغامر بنفسها، بل قرأ في الطالع وفي الغيب أن معتقل تمارة السري موجود رغم أنف الدنيا ورغم أنف البرلمانيين الذين زاروا الموقع وقالوا إنه مجرد مقر لإدارة عمومية.
الشهيد ايت الجيد والذي تورط حامي الدين في مقتله إنه عبد العالي حامي الدين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، الذي يتقن لغات متعددة، طبعا ليست لغات حية تنفع البلاد والعباد ولكن لغات المراوغة والتملق ونكران الجميل.
وحامي الدين هذا لمن لايعرفه عندما تخالطه فهو شخص خنوع خواف، "ديوتي" يمكنه أن يغامر بما ملكته أيمانه ليهرب بجلده، شخص غريب الاطوار و إنطوائي، وقد بدأ حياته النضالية مع شخص يسمى خليدي والذي كان حينها نائبا برلمانيا عن العدالة والتنمية، وكان حامي الدين يتربص كأي إنتهازي بين ردهات جريدة العصر حيث كان ولي نعمته خليدي يشغل مديرا للجريدة، وعندما وجد حامي الدين أن خليدي يمكنه أن يوظفه شرع في لحيس الكابة، وبدأ يحضر مع السادسة صباحا ينتظر خليدي لكي يتوسل به منصبا.
وكأي متسولة تسوق أطفالها كان خليدي يجر حامي الدين كل صباح نحو أصحاب القرار الى أن وضع حامي الدين رجله الأولى في الجامعة ورجله الثانية في المجلس الوطني للعدالة والتنمية، ولكي يرد الجميل لولي نعمته خليدي تعرفون ماذا قام به هذا "البرهوش" اللقيط ؟
لقد كان أول المعارضين لكي يتم ترشيح محمد خليدي بمدينة وجدة، فقد استغل منصبه بلجنة الترشيحات ليضع حدا لمن أوصله للخيرات التي يعيش فيها اليوم. لم يقف "الديوتي" عن هذا الحد وإنما شرع في ضرب كل العناصر التابعة للدكتور الخطيب، وأصبح بين عشية وضحايا "العبد لمشرط لحناك" لجماعة الإصلاح والتجديد، إن حامي الدين هذا هو مثال صارخ لأرذل المرضى النفسيين، والإمعات وبقايا الأزبال وكل من عافه المجتمع المغربي.
فليس مستغربا أن يصبح لعبد العالي حامي الدين طموحات أكبر من حجمه بكثير وهو الذي لا يحسن ارتداء الجلابيب حتى لو فصلت على مقاسه، فالرجل الذي كان إلى حدود منتصف العقد الأول من القرن الواحد والعشرين شبه مشرد بالرباط يعمل كحالة اجتماعية بجريدة العصر بمبلغ يكفي لشرب فنجان قهوة وأكلة بباب الأحد ويتذكر مسؤولو إحدى الجرائد كيف جاء "يسعى" ليعمل متعاونا بأي مبلغ كان، أصبح أستاذا باحثا بكلية الحقوق بطنجة بفضل تدخل قوي للدكتور الخطيب بعد أن تدخل لفائدته أحد أصدقاء مؤسس العدالة والتنمية، قبل قرصنته من قبل التوحيد والإصلاح، وقد تنكر حامي الدين لمن كان له الفضل في أن يصبح مدرسا في الجامعة.
فحامي الدين، كثير البكائيات حول الديمقراطية والشفافية، لم يدخل الجامعة عن طريق مباراة تؤكد استحقاقه المنصب ولكن دخل عن طريق الوساطة، وهي قضية عليها شهود كثير، أن القيادي في العدالة والتنمية يشتغل الآن شغلا غير مشروع.
فليس مستغربا أن يطمح من كان شبه مشرد وأصبح بفضل انتمائه الحزبي أستاذا باحثا دون استحقاق إلى شغل منصب رفيع المستوى يسعى له سعيا حثيثا مرة عن طريق ابتزاز الدولة ومرة عن طريق توهم نجاح الثورة في المغرب، وهذا دأب التيارات الإخوانية التي تضع رجلا هنا ورجلا هناك أو كما يقول المغاربة "رجل هنا ورجل هناك".
الرجل الذي كان شبه مشرد يلعب لعبة غريبة، مرة يستقيل من الأمانة العامة مهددا ومتوعدا ومرة يعود إليها، ومرة يهدد بالدعوة إلى مقاطعة الانتخابات وهي نتيجة الوهم الذي يعيشه لأنه يعتقد أن أصبح مهما لغاية التأثير في الرأي العام.
لا يمكن لأحد القتلة المفترضين لبنعيسى أيت الجيد، مسؤول الطلبة القاعديين التقدميين بداية التسعينات، أن يكون مدافعا عن الحقيقة إلا إذا كانت الحقيقة تعني الحقيبة التي أصبحت تسيل لها لعاب حزب يفترض في نفسه أنه حزب أغلبي قبل الانتخابات. ولن ينسى الطلبة والجامعة المغربية أن الرجل الطامح دون حدود أيديه ملطخة بدم ما زال في حاجة إلى الوضوء بماء السجن حتى يتطهر صاحبه، فالمكان الطبيعي لحامي الدين هو المخفر لمعرفة مدى تورطه في جريمة معلنة يتنصل منها كل "الخوانجية". ولا ينبغي لحامي الدين أن يظن أن السنتان اللتان قضاهما في سجن فاس كافية لتطهيره من جريمة القتل، فإذا تم فتح التحقيق من جديد قد يكشف عن تورط الديمقراطي الكبير والمتنبئ الجديد في دم بنعيسى.
لماذا يصر القاتل المفترض على أن معتقل تمارة السري موجود؟ وما هو دليله على هذا الوجود؟ أم هي أضغاث أحلام أم حصان ابتزاز؟ واليوم تطالب عائلة الشهيد بنعيسى بفتح تحقيق نزيه في الجريمة مع إحضار عبد العالي حامي الدين كشاهد، أو كفاعل كان حينها حاضرا في عملية القتل ومرت من أمام أعينه كل تفاصيل الجريمة.
لا نعتبر هذا الإصرار بريء لأنه لعبة مكشوفة يتبادل فيها رفاق حامي الدين دور حرامية الدين استمالة لأصوات الناخبين من السلفية الجهادية وعائلاتهم، فكان على حامي الدين إما التصديق بنتائج الزيارة البرلمانية للمقر المذكور والتي قالت إنه مجرد مقر لإدارة عمومية، وقد ضم الوفد لحسن الداودي رئيس الفريق النيابي للعدالة والتنمية، أو الاستقالة من الحزب ليعبر بحرية، لكنه لن يفعل الاثنين لأنه يعرف جيدا أنهما أس لعبته الطفولية.
وما طبيعة الإصلاحات التي يطالب بها حامي الدين ومجموعة حرامية الدين؟ أليس ما اقدمه عليه المغرب أخيرا قمة القمم في الإصلاحات؟ أليس على الأقل خطوة البداية لثورة جديدة بشراكة بين الملك والشعب؟