بسبب الاهمال والتسيب وسط المقابر بتطوان حتى أضحت مرتعا للمتسعين الذين يجتمعون لتناول شتى أنواع المخدرات والخمور جماعة ومن ذوي السوابق، بل اصحت المقابر عالم من المخاوف والمخاطر. يؤوي اليها كل من هبّ ودب، في غياب أي مراقبة من السلطات المعنية، التي لا يهمها الأمر في شيء. وعدم اعتراف بهم من طرف الجهات المعنية، أضحوا يصنفون أنفسهم في خانة «الأموات/ الأحياء»، بالنظر إلى حجم المعاناة التي تعيشها هذه الشريحة من المجتمع. في حين ظلت ملاذا امنا لقطاع الطرق الذي يعترضون المواطنين ويلجأون الى المقابر في أمان بدون اية متابعة من طرف المواطنين. صحيح أنه تم مؤخرا العناية بالمقابر الإسلامية بتطوان خصوصا مقبرة زيانة " سيدي بن كيران " وقد تم تسييجها ووضع الأبواب في مداخلها. لكن من جهة أخرى عكس ذلك تفتقد هذه المقبرة إلى حرمة. فالمقابر تعرف سلوكات غريبة من جملتها تحولها من المقبرة نهارا الى مدينة ليلية و مساكن لاحتماء فيها من البرد القارس شتاء وشدة الحرارة صيفا .حتى قيل ان القبور باتت متخصصة للأحياء وليست للموتى فقط. حتى اضحت تعرف أن قبر" س " لصاحبه فلان وكأن له ملكية خاصة. ومما يقال أن الاحياء يزاحمون الاموات في المسكن. وهذه الظاهرة أضحت تقلق الزوار المقابر الذين يتحسرون من رؤية تلك الأوضاع . كما يلجأ بعض الأشخاص للأسف إلى رمي النفايات والأنقاض على جوانب المقبرة عبر عربات مجرورة محملة" بالردمة" فوق قبور كانت حتى الأمس القريب بعيدة عن كل خدش!، ما يؤدي إلى تحللها بفعل تدخل حرارة الشمس وانبعاث روائح كريهة تزكم الأنوف .