أعلنت جماعة تيزنيت أنها تستعد للاحتفاء بالذكرى المئوية لتأسيس اول مدرسة بمدينة تيزنيت سنة 1925 م،و هي مدرسة للا مريم الابتدائية، سعيا من المجلس ، وفق بلاغ نشر بالصفحة الرسمية للجماعة بالفيسبوك ،الى الحفاظ على الذاكرة الجماعية للمدينة السلطانية باعتبارها إحدى حاضرتي سوس العالمة ،و التي احتضنت منذ أزيد من قرن من الزمان مؤسسة للتعليم العصري الحديث. وتعليقا حول بادرة المجلس هاته ،ثمّن الفاعل المدني و عضو الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي fne،"سعيد رحم"، هذا الإحتفال موضحا في تصريح خصّ به تيزبريس أنه، " من الجيد الاحتفال بمئوية مدرسة لالة مريم ، و من الجيد أكثر تجاوز عقلية الاحتفاء من زاوية كارنفالية و كارطبوسطالية كما اعتدنا في هذه المدينة". و اعتبر عضو الجامعة الوطنية للتعليم التوجه الديمقراطي fne، في تصريحه حول هذه المبادرة أن "الاحتفاء يحتاج إلى افكار واجتهاد جماعي و فعاليات مدنية وثقافية وفكرية متمكنة تستوعب أهمية استعادة لحظة تاسيسية لأول مدرسة في الزمن الكولونيالي وعلاقته ببناء الدولة المغربية الحديثة والانفتاح على قيم الحداثة والمدرسة العصرية ( بما لها وما عليها ..واستحضار السياق التاريخي ومشاريع ليوطي في بناء الدولة المركزية المغربية )..". و في السياق ذاته، شدّد المتحدث على "أن لايتم افساد هذه اللحظة التاريخية بعلقية تدبير المهرجانات التي اتخمت المشهد في تيزنيت، وان يعمل الجميع من أجل ان تكون المناسبة حدث ثقافي وفكري وتربوي في المدينة .المدينة في بعدها الفلسفي كتدبير للحياة، وهذه المرة كاستعادة للذاكرة والتفكير في المستقبل ..". و بالمقابل نبّه الفاعل المدني إلى أن مناسبة الاحتفاء بمئوية مدرسة لالة مريم كان ينبغي معه تأسيس جمعية خاصة بتنظيمها كما هو معلوم في مئويات احداث ومعالم تاريخية ببعض المدن المغربية العتيقة، أو على الأقل لجنة تحت رئاسة شرفية لرئيس المجلس تتضمن كفاءات المدينة..وتخصيص ميزانية لفعالياتها، في الوقت الذي تُهدر أموال على مهرجانات في المدينة والإقليم..". و أشار سعيد رحم في تصريحه إلى أن" هناك معالم واحداث ورموز بالمدينة تستحق ان نحتفي بمرور قرنين عليها كالجامع الكبير ،أو بمرور مئويتها كالقصبة الكولونيالية ، الزاوية التيجانية، مستشفى حمان الفطواكي ، مستوصف قطرة الحليب، ومرور سانت إكزيبيري Saint-Exupéry بمهبط المدينة،و مئوية انطلاق حملة أحمد الهيب،و معركة إكالفن..". و خُلص الفاعل المدني إلى أنه " لابد من استحضار السياقات التاريخية كلها ونعرف كيف نستثمرها من أجل حفظ الذاكرة وانعاش الذاكرة الجماعية "،مُشددا على ضرورة "التفكير أن تكون احتفالية مئوية مدرسة لالة مريم طيلة السنة، مع تنويع الأنشطة والتظاهرات وأن تنخرط فيها كل الفعاليات الجمعوية والمدنية كل من موقعه وزاوية اشتغاله". من جانب آخر ،وفي ختام حديثه، أوضح "رحم" إلى أن" الخلاصة المؤلمة والمفارقة القاسية والتي تكثف كل خيبات المدينة أنه مر قرن على إحداث التعليم العصري بالمدينة،لكن استعصى علينا إخراج مشروع جامعة لحيز الوجود، في الوقت الذي تستعد فيه مدينة بيوكرى إعطاء انطلاق أشغال بناء جامعة بإقليم اشتوكة أيت بها!".