عاد الجدل من جديد إلى الواجهة حول عدد ساعات عمل أساتذة التعليم الابتدائي، بعد تصريح نسب إلى وزير التربية الوطنية يرفض فيه مطالب النقابات الداعية إلى تقليص الغلاف الزمني الأسبوعي، مؤكدا أنه «خاص نزيدو ماشي نقصو»، ومبررا موقفه بأن أساتذة الابتدائي يدرسون 32 ساعة أسبوعيا، بينما تشير دراسة "طاليس" إلى 41 ساعة. هذا التصريح أثار ردود فعل واسعة، كان أبرزها ما كتبه الناشط الحقوقي والأستاذ بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالدار البيضاء، خالد البكاري، الذي اعتبر أن الوزير «ربما لا يفهم ما يقول»، موضحا في تدوينة أن دراسة "طاليس" ليست قانونا ولا توجيها دوليا، بل «مجرد دراسة إحصائية دولية أنجزتها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، تعتمد على تجميع المعطيات حول الممارسات التربوية في عدد من الدول». وأشار البكاري إلى أن الدراسة تقدم معدل الساعات الفعلية التي يقضيها المدرس في الابتدائي بين 38 و41 ساعة أسبوعيا، موضحا أن المقصود بالساعات الفعلية هو مجموع العمل داخل القسم وخارجه، أي التدريس، التحضير، التصحيح، الاجتماعات، الأنشطة الموازية، والتواصل مع الأسر. وأضاف أن المعدل الدولي لساعات العمل داخل المؤسسة يتراوح بين 24 و28 ساعة، مع اختلاف توزيعها من بلد لآخر، مؤكدا أن «عددا من الدول لا تخصص كل ساعات الحضور للتدريس، مثل إسبانيا حيث يحضر الأستاذ 27 ساعة أسبوعيا ولا يدرس سوى 18 ساعة، فيما تخصص باقي الساعات للتحضير والتصحيح». وشدد البكاري على أن مناقشة الغلاف الزمني يجب أن تنطلق من مصلحة التلميذ قبل أي اعتبارات مالية أو نقابية، لافتا إلى أن المغرب يعد من الدول التي تسجل أعلى معدلات ساعات التدريس الفعلية لتلميذ الابتدائي، وهو وضع «لا يمثل إنجازا بل يشكل عائقا بيداغوجيا»، خصوصا مع تضاعف الواجبات المنزلية.