مازال شباب جمعية ملتقى الشباب المبدع تيزنيت، الذين وُضعوا ضمن لوائح "المستفيدين" من برامج دعم مشاريع الشباب، يعيشون وضعية عبثية، بعد حصولهم على تجهيزات مرتبطة بالتنشيط، خاصة تنشيط الأطفال، دون أن تتوفر أدنى الشروط لتنزيل المشروع على أرض الواقع داخل النفوذ الترابي لجماعة تيزنيت. وأكد شباب الجمعية أن هذا الدعم العمومي، الذي يتم الترويج له رسمياً باعتباره نموذجاً لنجاح برامج دعم الشباب، لم يتجاوز حدود الصور والتقارير، في حين أن التجهيزات المقتناة بأموال عمومية أصبحت مركونة داخل "كراج"، مهددة بالتلف، في غياب فضاء أو قطعة أرض أو حتى حل مؤقت يسمح بإطلاق المشروع. وفي ظل هذا الوضع، وجّهت جمعية ملتقى الشباب المبدع تيزنيت مراسلات متكررة إلى السلطات المحلية والمجلس الجماعي، تطالب فيها بتمكينها من فضاء مناسب أو إيجاد صيغة قانونية لاستغلال مرفق عمومي، محمّلة الجهات المعنية مسؤولية التعثر وضياع فرص الشغل التي كان من الممكن أن يوفرها المشروع لفائدة شباب المدينة. جماعة تيزنيت: "لا مواقع شاغرة" غير أن الرد الرسمي الصادر عن رئيس المجلس الجماعي لتيزنيت، بخصوص طلب رخصة إقامة ألعاب ترفيهية متنقلة (عدد 3273 بتاريخ 18 أبريل 2022)، كشف بشكل صريح حجم المفارقة، حيث أكدت المراسلة المؤرخة في 27 أبريل 2022 أن الجماعة لا تتوفر على أي مواقع شاغرة لاحتضان هذا النوع من الأنشطة، ما يجعل تنفيذ المشروع مستحيلاً رغم توفر التجهيزات والدعم. ويضع هذا الجواب المشروع في مأزق حقيقي، ويطرح علامات استفهام حول جدوى منح دعم عمومي لمشاريع شبابية دون دراسات ودون توفير ..أو التنسيق المسبق مع المصالح الخرى لانجاح المشاريع نجاح مُعلن... وفشل على الأرض وفي السياق ذاته، أفادت مصادر لموقع " تيزبريس "، بعد لقاءات مع عدد من الشباب المستفيدين من برامج مماثلة بإقليم تيزنيت، أن خطاب "نجاح مشاريع الشباب" الذي يُسوّق لدى السلطات والمجالس المنتخبة لا يعكس حقيقة الواقع، حيث كشفت المعطيات الميدانية أن أغلب هذه المشاريع متعثرة أو متوقفة كلياً. وأكد هؤلاء الشباب أن أسماءهم تُدرج في لوائح "المستفيدين الناجحين"، وتُستعمل في العروض والتقارير الرسمية لتلميع الحصيلة، في حين أنهم عاجزون عن تشغيل مشاريعهم أو خلق أي منصب شغل، بسبب غياب المواكبة، وانعدام الفضاءات، وتركهم يواجهون مصيرهم بعد تسلم التجهيزات. وأضاف المتحدثون أنهم يستعدون للتنسيق فيما بينهم وخوض أشكال احتجاجية ومراسلة الجهات المركزية والرقابية، للمطالبة بفتح تحقيق في مآل برامج دعم مشاريع الشباب بإقليم تيزنيت، وربط الدعم بالنتائج الفعلية، وليس بالأرقام والشعارات، حتى لا تتحول هذه المبادرات إلى عنوان جديد لهدر المال العام وخيبة أمل جماعية في صفوف الشباب.