الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية لجلالة الملك من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    أتالانتا الإيطالي ينفصل عن مدربه يوريتش بعد سلسلة النتائج السلبية    الدبلوماسي الأمريكي السابق كريستوفر روس: قرار مجلس الأمن بشأن الصحراء "تراجع إلى الوراء"    أجواء غائمة مع ارتفاع طفيف لدرجات الحرارة في توقعات طقس الثلاثاء    خمسة آلاف خطوة في اليوم تقلل تغيرات المخ بسبب الزهايمر    فضيحة في وزارة الصحة: تراخيص لمراكز الأشعة تُمنح في ظل شكاوى نصب واحتيال    الفاعل المدني خالد مصلوحي ينال شهادة الدكتوراه في موضوع "السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة في ضوء دستور 2011"    تغير المناخ أدى لنزوح ملايين الأشخاص حول العالم وفقا لتقرير أممي    انخفاض طلبات الإذن بزواج القاصر خلال سنة 2024 وفقا لتقرير المجلس الأعلى للسلطة القضائية    مباحثات تجمع العلمي ونياغ في الرباط    الأحزاب السياسية تشيد بالمقاربة التشاركية للملك محمد السادس من أجل تفصيل وتحيين مبادرة الحكم الذاتي    "أسود الأطلس" يتمرنون في المعمورة    الرايس حسن أرسموك يشارك أفراد الجالية أفراح الاحتفال بالذكرى 50 للمسيرة الخضراء    تنصيب عمر حنيش عميداً جديدا لكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية السويسي بالرباط    إطلاق سراح الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وإخضاعه للمراقبة القضائية    أخنوش: الحكومة تواصل تنزيل المشروع الاستراتيجي ميناء الداخلة الأطلسي حيث بلغت نسبة تقدم الأشغال به 42 في المائة    رسميا.. منتخب المغرب للناشئين يبلغ دور ال32 من كأس العالم    المعارضة تقدم عشرات التعديلات على مشروع قانون المالية والأغلبية تكتفي ب23 تعديلا    ندوة حول «التراث المادي واللامادي المغربي الأندلسي في تطوان»    تداولات بورصة البيضاء تنتهي "سلبية"    أمن طنجة يُحقق في قضية دفن رضيع قرب مجمع سكني    كرة أمم إفريقيا 2025.. لمسة مغربية خالصة    نادية فتاح العلوي وزيرة الاقتصاد والمالية تترأس تنصيب عامل إقليم الجديدة    مصرع شخص جراء حادثة سير بين طنجة وتطوان    انطلاق عملية بيع تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام أوغندا بملعب طنجة الكبير    "حماية المستهلك" تطالب بضمان حقوق المرضى وشفافية سوق الأدوية    المنتخب المغربي لأقل من 17 سنة يضمن التأهل إلى الدور الموالي بالمونديال    "الإسلام وما بعد الحداثة.. تفكيك القطيعة واستئناف البناء" إصدار جديد للمفكر محمد بشاري    لجنة الإشراف على عمليات انتخاب أعضاء المجلس الإداري للمكتب المغربي لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة تحدد تاريخ ومراكز التصويت    تقرير: احتجاجات "جيل زد" لا تهدد الاستقرار السياسي ومشاريع المونديال قد تشكل خطرا على المالية العامة    تدهور خطير يهدد التعليم الجامعي بورزازات والجمعية المغربية لحقوق الإنسان تدق ناقوس الخطر    تلاميذ ثانوية الرواضي يحتجون ضد تدهور الأوضاع داخل المؤسسة والداخلية    ليلى علوي تخطف الأنظار بالقفطان المغربي في المهرجان الدولي للمؤلف بالرباط    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة إلى 69 ألفا و179    ألمانيا تطالب الجزائر بالعفو عن صنصال    باريس.. قاعة "الأولمبيا" تحتضن أمسية فنية بهيجة احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء    82 فيلما من 31 دولة في الدورة ال22 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    قتيل بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان    200 قتيل بمواجهات دامية في نيجيريا    رئيس الوزراء الاسباني يعبر عن "دهشته" من مذكرات الملك خوان كارلوس وينصح بعدم قراءتها    الحكومة تعلن من الرشيدية عن إطلاق نظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جداً والصغرى والمتوسطة    الإمارات ترجّح عدم المشاركة في القوة الدولية لحفظ الاستقرار في غزة    إصابة حكيمي تتحول إلى مفاجأة اقتصادية لباريس سان جيرمان    العالم يترقب "كوب 30" في البرازيل.. هل تنجح القدرة البشرية في إنقاذ الكوكب؟    لفتيت: لا توجد اختلالات تشوب توزيع الدقيق المدعم في زاكورة والعملية تتم تحت إشراف لجان محلية    ساعة من ماركة باتيك فيليب تباع لقاء 17,6 مليون دولار    الدكيك: المنتخب المغربي لكرة القدم داخل القاعة أدار أطوار المباراة أمام المنتخب السعودي على النحو المناسب    دراسة تُفنّد الربط بين "الباراسيتامول" أثناء الحمل والتوحد واضطرابات الانتباه    وفاة زغلول النجار الباحث المصري في الإعجاز العلمي بالقرآن عن عمر 92 عاما    الكلمة التحليلية في زمن التوتر والاحتقان    الدار البيضاء: لقاء تواصلي لفائدة أطفال الهيموفيليا وأولياء أمورهم    وفاة "رائد أبحاث الحمض النووي" عن 97 عاما    دراسة: المشي يعزز قدرة الدماغ على معالجة الأصوات    بينهم مغاربة.. منصة "نسك" تخدم 40 مليون مستخدم ومبادرة "طريق مكة" تسهّل رحلة أكثر من 300 ألف من الحجاج    وضع نص فتوى المجلس العلمي الأعلى حول الزكاة رهن إشارة العموم    حِينَ تُخْتَبَرُ الْفِكْرَةُ فِي مِحْرَابِ السُّلْطَةِ    أمير المؤمنين يأذن بوضع نص فتوى الزكاة رهن إشارة العموم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العدد 28 : ذاكرة المكان السينما أو '' السوليما '' بكليميم .
نشر في صحراء بريس يوم 22 - 10 - 2012


[email protected]
العدد 28 : ذاكرة المكان السينما أو '' السوليما '' بكليميم .

أحن إلى خبز أمي و قهوة أمي و تكبر في الطفولة .. هكذا تغنى و اطرب مارسيل خليفة ليوزع بطاقات الحنين بالمجان دون قصد من وراءه ربح مادي ، لكنه كان يذرك كنه و مدلول هذا الحنين و الشوق الذي تنطوي عليه الذات البشرية و التي تتحكم فيها الأحاسيس حين يتعلق الأمر بالأشياء التي عشناها بكل تفاصيلها ، الحلو منها و المر و التي تبقى عالقة بأذهاننا يجرنا إليها هذا الذي تغنى به مارسيل خليفة وأصبحنا في أيامنا هاته نفتقد إليها . هكذا و من خلال هذه الذاكرة المتواضعة و التي نعتبرها مجرد جزء قليل من ما يتخيله الإنسان و لا ترقى إلى ما هو أكاديمي أو تاريخي صرف حسب البعض، بل هي مجرد أذات لنفض الغبار عن مخزون أو مكنون كان في زمن ما يعيش بيننا و نحن صغار، له و قع و لنا به صلة . وتعمدنا بان تكون هذه الذاكرة كذلك ملتقى أهل واد نون الذين فرقت بينهم الظروف و لم يعد لهم من ملتقى للحديث عن ارض آوتهم و احتضنتهم ، قست عليهم أحيانا فغادروها إما طوعا أو مرغمين ، لكن الحنين إليها و إلى خبزها و دروبها و كل مكان فيها يبقى موشوما في ذاكرة كل واحد منا مهما طالت رحلته و غيابه . فالذاكرة تستفز فينا ذلك الشريط المطول الذي تتسارع أحداثه و تتوالى رغم كل هذه السنين التي خلت . و اليوم نعرض عليكم شريط لمكان كانت له أهمية قصوى في نفوس كل منا ، هذا المكان أو القاعة المظلمة التي يكثر فيها الصياح و السب و الشتم و ضرب الكراسي عندما يتعلق الأمر بقص الشريط السينمائي خصوصا إذا كان المتفرجون في إلتحام تام مع مشهد مثير يجبر الجميع على التزام الصمت القاتل ، أي عند قدوم '' الولد '' بطل الفيلم لانقاد '' البنت '' بطلة الفيلم ، و يكون الضحية هنا طبعا مشغل الكاميرات . إنها السينما أو'' السوليما '' هذا الصرح الذي عرفته واد نون مع الاستعمار ، حيث كان ما يعرف بالسينما الكولونيالية و التي كان يهدف من ورائها تلميع صورة المحتل و و صفه بجالب الحضارة و التقدم . هكذا عرفت كليميم أول انطلاقة للفن السابع ، أو ما يصطلح عليه فن استخدام الصوت و الصورة المتحركة ، مع السيد البشير السباعي الجزائري الأصل و مدير مدرسة عبد الله بن ياسين نهاية الخمسينات ،حيث كانت تعرض بعض الأشرطة للتلاميذ بالمدرسة . و تلت هذه الخطوة تجارب أخرى و بشكل احترافي إلى حد ما ، مع سينما شنقيط لصاحبها '' أعبيد الزهري '' بداية الستينات ، هذه السينما التي كانت تبهر كل من عايش فترة تواجدها خاصة في زمن لم تكن فيه الوسائل السمعية البصرية متوفرة . و عندما نتحدث عن سينما عبيد لابد من ذكر'' خطري ولد الديس '' صاحب الصندوق أو بائع التذاكر ، ثم '' حمدي ولد لبات ولد محمود '' الذي كان مكلفا بتشغيل الكاميرات 'operateur' و هنا يذكر '' المحجوب السيكليس '' بحكم كونه من رواد هذه السينما ، بان حمدي '' كان كيقلب الفيلم .. أي الرأس إلى الأسفل و الأرجل إلى الأعلى ، و هنا يتعالى الصراخ و الصفير '' واقلب السينتا .. '' دون أن ننسى الدور الهام و الفعال الذي كان يقوم به '' فيرس الحسين '' و المتمثل في حمل ملصقات الفيلم '' les affiches '' و يمر بها عبر شوارع المدينة و أزقتها و هو يصيح قائلا '' دخلوا هاذ الفيلم راه زوين ..'' . و نذكر كذلك هنا من كان يزود هذه السينما بالأشرطة و الذي يرجع له الفضل في التأسيس للعمل السينمائي بكل من كليميم و وارززات ، انه المرحوم القائد جرفي علي ، هذا الأخير الذي اشتغل مع كبار المخرجين الانكليز و الفرنسيين و الأمريكيين و غيرهم . بعد ها ستتعرف ساكنة كليميم على سينما من نوع آخر، مثل السينما التي كانت توجد بالثكنة العسكرية '' سينما القشلة '' و التي تميزت بكونها كانت توجد بالقرب من إسطبل الخيول ، حيث الرائحة الكريهة تمتزج و الفرجة .. أما المتعة و الفرجة الكبرى و التي كان يتأهب إليها الجميع بعد إعلان'' الحيسن البيراح '' بقدوم القوافل السينمائية أو سينما المربع الأحمر لوسيور، بعدها كل العائلة تقريبا ترحل إلى الرحبة في وقت مبكر للجلوس بالأماكن الأمامية لتتبع شريط للأنباء وأحيانا فيلم و وثائقي و غيرها من الأشرطة . و مع مطلع السبعينات تم افتتاح سينما الصحراء لصاحبها الخليل الحسين ، الذي كان يملك أيضا سيمنا الزهرة بمدينة بويزكارن و سينما الملكي بطانطان ، فسينما الصحراء لها ألف حكاية و حكاية ، فهي جاءت غريبة المنشأ و سلبت قلوب و عقول كل واحد منا آنذاك، لدرجة أن هناك من فقد حياته من اجل البحث عن نحاس ثمين يمكنه من ربح نقود للحصول على تذكرة تخول له الاستمتاع بشريط هندي '' DOSTI '' أو '' كاراتيه '' '' BRUCE LEE '' أو فيلم '' الويستيرن '' مع '' دجينكو ، كلينت ايستوود ، بيد سبانسر و ترونس هيل ( ترينتا ) '' أو '' مانكالا ، زورو .. و غيرها من الأشرطة . أقول هذه السينما جاءت غريبة لكونها كانت نصف مغطاة و كانت الكراسي التي تستعمل فيها عبارة عن ألواح خشبية مشدودة إلى أجزاء من الخشب تتعرض للتلف كلما '' تقطعات السينتا '' ليمطر المتفرجون المشاكسون من أمثال '' سبيرانطو.. '' السيد كراما عبد الرحمان الملقب ب '' السنهوري '' و باكريم بيهي و '' زخا '' بوابل من الصفير و الشتم إلى أن يتدخل السيد '' موريس '' و هو أجنبي كان مكلفا بإدارة السينما رفقة زوجته . فضل الشغب و التمرد هو السمة المسيطرة على هذه الفترة ، فمنا من كان يبحث عن ''لبيضة '' اليمنيوم ليبيعه ، و منا من كان يبحث عن النحاس أو البلاستيك أو الحديد و غيرها ، كل ذلك من اجل الحصول على نقود تذكرة السينما و '' كسكروط '' عند '' السرغيني '' .. و من لم يجد ولم يتمكن من الحصول على نقود تجده أمام الشباك و هو يقول لك '' كمل ليا لفيلم عفاك .. '' و عندما يكون الجميع في غفلة منهم تجد من كان يستعمل الدهاء و الذكاء لولوج قاعة العرض ، من السطح أو عبر '' سليت عاين باين '' بل أكثر من هذا كان احدهم يحفر بفأسه مدخلا عبر الحائط الخلفي للسينما ليتسلل إليها.. بعد هذه التجربة بكل ما لها عشنا تجربة السينما الراقية أو إن شأت سينما النخبة بحكم الأفلام و الأشرطة التي كانت تعرض بها ، ألا و هي سينما الخيمة . خلاصة القول يمكن أن نقول و نجزم بان كليميم عرفت ثقافة سينمائية منذ فترة الاحتلال لتمتد إلى يومنا هذا بدءا بالقاعات مرورا بالنوادي السينمائية إلى جمعيات تهتم بها . و لابد هنا ونحن نذكر السينما كذاكرة مكان بكليميم ، بان نعرج على شخصية تنتمي للمنطقة وله بصمات خالدة على المستوى الوطني و الدولي في المجال السينمائي، انه سهيل بن بركة ، المخرج الكبير الذي درس السينما بالديار الايطالية ، و صاحب الفيلم الشهير '' أموك – AMOK '' و فيلم '' معركة الملوك الثلاثة '' . و مدير المركز السينمائي المغربي لعقدين من الزمن ، و الذي سنخصه بعدد قادم من ذاكرة واد نون .
بهذا تبقى السينما ذلك الفن الذي يراد به اصطلاحا التصوير المتحرك ، الذي سيظل يتحرك فينا و نحن نستحضر ما استلهمناه من ذكريات تعفينا تعب البحث عن تذكرة لولوج قاعات العرض التي أصبحت الآن مهجورة إلا من ذكرياتها الجميلة و حنين إلى شغب '' بوكارو '' ولد من إعداد : إبراهيم بدي
[email protected]
العدد 28 :
ذاكرة المكان السينما أو '' السوليما '' بكليميم .
من إعداد : إبراهيم بدي
[email protected]
العدد 28 :
ذاكرة المكان السينما أو '' السوليما '' بكليميم .
الشرقي ..

أحن إلى خبز أمي و قهوة أمي و تكبر في الطفولة .. هكذا تغنى و اطرب مارسيل خليفة ليوزع بطاقات الحنين بالمجان دون قصد من وراءه ربح مادي ، لكنه كان يذرك كنه و مدلول هذا الحنين و الشوق الذي تنطوي عليه الذات البشرية و التي تتحكم فيها الأحاسيس حين يتعلق الأمر بالأشياء التي عشناها بكل تفاصيلها ، الحلو منها و المر و التي تبقى عالقة بأذهاننا يجرنا إليها هذا الذي تغنى به مارسيل خليفة وأصبحنا في أيامنا هاته نفتقد إليها . هكذا و من خلال هذه الذاكرة المتواضعة و التي نعتبرها مجرد جزء قليل من ما يتخيله الإنسان و لا ترقى إلى ما هو أكاديمي أو تاريخي صرف حسب البعض، بل هي مجرد أذات لنفض الغبار عن مخزون أو مكنون كان في زمن ما يعيش بيننا و نحن صغار، له و قع و لنا به صلة . وتعمدنا بان تكون هذه الذاكرة كذلك ملتقى أهل واد نون الذين فرقت بينهم الظروف و لم يعد لهم من ملتقى للحديث عن ارض آوتهم و احتضنتهم ، قست عليهم أحيانا فغادروها إما طوعا أو مرغمين ، لكن الحنين إليها و إلى خبزها و دروبها و كل مكان فيها يبقى موشوما في ذاكرة كل واحد منا مهما طالت رحلته و غيابه .
فالذاكرة تستفز فينا ذلك الشريط المطول الذي تتسارع أحداثه و تتوالى رغم كل هذه السنين التي خلت . و اليوم نعرض عليكم شريط لمكان كانت له أهمية قصوى في نفوس كل منا ، هذا المكان أو القاعة المظلمة التي يكثر فيها الصياح و السب و الشتم و ضرب الكراسي عندما يتعلق الأمر بقص الشريط السينمائي خصوصا إذا كان المتفرجون في إلتحام تام مع مشهد مثير يجبر الجميع على التزام الصمت القاتل ، أي عند قدوم '' الولد '' بطل الفيلم لانقاد '' البنت '' بطلة الفيلم ، و يكون الضحية هنا طبعا مشغل الكاميرات . إنها السينما أو'' السوليما '' هذا الصرح الذي عرفته واد نون مع الاستعمار ، حيث كان ما يعرف بالسينما الكولونيالية و التي كان يهدف من ورائها تلميع صورة المحتل و و صفه بجالب الحضارة و التقدم .
هكذا عرفت كليميم أول انطلاقة للفن السابع ، أو ما يصطلح عليه فن استخدام الصوت و الصورة المتحركة ، مع السيد البشير السباعي الجزائري الأصل و مدير مدرسة عبد الله بن ياسين نهاية الخمسينات ،حيث كانت تعرض بعض الأشرطة للتلاميذ بالمدرسة . و تلت هذه الخطوة تجارب أخرى و بشكل احترافي إلى حد ما ، مع سينما شنقيط لصاحبها '' أعبيد الزهري '' بداية الستينات ، هذه السينما التي كانت تبهر كل من عايش فترة تواجدها خاصة في زمن لم تكن فيه الوسائل السمعية البصرية متوفرة . و عندما نتحدث عن سينما عبيد لابد من ذكر'' خطري ولد الديس '' صاحب الصندوق أو بائع التذاكر ، ثم '' حمدي ولد لبات ولد محمود '' الذي كان مكلفا بتشغيل الكاميرات 'operateur' و هنا يذكر '' المحجوب السيكليس '' بحكم كونه من رواد هذه السينما ، بان حمدي '' كان كيقلب الفيلم .. أي الرأس إلى الأسفل و الأرجل إلى الأعلى ، و هنا يتعالى الصراخ و الصفير '' واقلب السينتا .. '' دون أن ننسى الدور الهام و الفعال الذي كان يقوم به '' فيرس الحسين '' و المتمثل في حمل ملصقات الفيلم '' les affiches '' و يمر بها عبر شوارع المدينة و أزقتها و هو يصيح قائلا '' دخلوا هاذ الفيلم راه زوين ..'' .
و نذكر كذلك هنا من كان يزود هذه السينما بالأشرطة و الذي يرجع له الفضل في التأسيس للعمل السينمائي بكل من كليميم و وارززات ، انه المرحوم القائد جرفي علي ، هذا الأخير الذي اشتغل مع كبار المخرجين الانكليز و الفرنسيين و الأمريكيين و غيرهم . بعد ها ستتعرف ساكنة كليميم على سينما من نوع آخر، مثل السينما التي كانت توجد بالثكنة العسكرية '' سينما القشلة '' و التي تميزت بكونها كانت توجد بالقرب من إسطبل الخيول ، حيث الرائحة الكريهة تمتزج و الفرجة .. أما المتعة و الفرجة الكبرى و التي كان يتأهب إليها الجميع بعد إعلان'' الحيسن البيراح '' بقدوم القوافل السينمائية أو سينما المربع الأحمر لوسيور، بعدها كل العائلة تقريبا ترحل إلى الرحبة في وقت مبكر للجلوس بالأماكن الأمامية لتتبع شريط للأنباء وأحيانا فيلم و وثائقي و غيرها من الأشرطة .
و مع مطلع السبعينات تم افتتاح سينما الصحراء لصاحبها الخليل الحسين ، الذي كان يملك أيضا سيمنا الزهرة بمدينة بويزكارن و سينما الملكي بطانطان ، فسينما الصحراء لها ألف حكاية و حكاية ، فهي جاءت غريبة المنشأ و سلبت قلوب و عقول كل واحد منا آنذاك، لدرجة أن هناك من فقد حياته من اجل البحث عن نحاس ثمين يمكنه من ربح نقود للحصول على تذكرة تخول له الاستمتاع بشريط هندي '' DOSTI '' أو '' كاراتيه '' '' BRUCE LEE '' أو فيلم '' الويستيرن '' مع '' دجينكو ، كلينت ايستوود ، بيد سبانسر و ترونس هيل ( ترينتا ) '' أو '' مانكالا ، زورو .. و غيرها من الأشرطة . أقول هذه السينما جاءت غريبة لكونها كانت نصف مغطاة و كانت الكراسي التي تستعمل فيها عبارة عن ألواح خشبية مشدودة إلى أجزاء من الخشب تتعرض للتلف كلما '' تقطعات السينتا '' ليمطر المتفرجون المشاكسون من أمثال '' سبيرانطو.. '' السيد كراما عبد الرحمان الملقب ب '' السنهوري '' و باكريم بيهي و '' زخا '' بوابل من الصفير و الشتم إلى أن يتدخل السيد '' موريس '' و هو أجنبي كان مكلفا بإدارة السينما رفقة زوجته . فضل الشغب و التمرد هو السمة المسيطرة على هذه الفترة ، فمنا من كان يبحث عن ''لبيضة '' اليمنيوم ليبيعه ، و منا من كان يبحث عن النحاس أو البلاستيك أو الحديد و غيرها ، كل ذلك من اجل الحصول على نقود تذكرة السينما و '' كسكروط '' عند '' السرغيني '' ..
و من لم يجد ولم يتمكن من الحصول على نقود تجده أمام الشباك و هو يقول لك '' كمل ليا لفيلم عفاك .. '' و عندما يكون الجميع في غفلة منهم تجد من كان يستعمل الدهاء و الذكاء لولوج قاعة العرض ، من السطح أو عبر '' سليت عاين باين '' بل أكثر من هذا كان احدهم يحفر بفأسه مدخلا عبر الحائط الخلفي للسينما ليتسلل إليها.. بعد هذه التجربة بكل ما لها عشنا تجربة السينما الراقية أو إن شأت سينما النخبة بحكم الأفلام و الأشرطة التي كانت تعرض بها ، ألا و هي سينما الخيمة . خلاصة القول يمكن أن نقول و نجزم بان كليميم عرفت ثقافة سينمائية منذ فترة الاحتلال لتمتد إلى يومنا هذا بدءا بالقاعات مرورا بالنوادي السينمائية إلى جمعيات تهتم بها . و لابد هنا ونحن نذكر السينما كذاكرة مكان بكليميم ، بان نعرج على شخصية تنتمي للمنطقة وله بصمات خالدة على المستوى الوطني و الدولي في المجال السينمائي، انه سهيل بن بركة ، المخرج الكبير الذي درس السينما بالديار الايطالية ، و صاحب الفيلم الشهير '' أموك – AMOK '' و فيلم '' معركة الملوك الثلاثة '' . و مدير المركز السينمائي المغربي لعقدين من الزمن ، و الذي سنخصه بعدد قادم من ذاكرة واد نون .

بهذا تبقى السينما ذلك الفن الذي يراد به اصطلاحا التصوير المتحرك ، الذي سيظل يتحرك فينا و نحن نستحضر ما استلهمناه من ذكريات تعفينا تعب البحث عن تذكرة لولوج قاعات العرض التي أصبحت الآن مهجورة إلا من ذكرياتها الجميلة و حنين إلى شغب '' بوكارو '' ولد الشرقي ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.