أطلق ميناء طنجة المتوسط، ، مشروعا استثماريا جديدا يرمي إلى مضاعفة طاقته في مجال عبور شاحنات البضائع، في إطار رؤية تروم ترسيخ موقع المغرب كبوابة استراتيجية بين إفريقيا وأوروبا، وكمركز لوجستي متكامل على الصعيد العالمي. ويرتقب أن تتيح توسعة محطة الشاحنات رفع الطاقة الاستيعابية السنوية إلى مليون شاحنة، أي ضعف الحجم المسجل سنة 2024، حيث بلغ عدد الشاحنات العابرة 516 ألفا، بزيادة نسبتها 8.1 في المائة مقارنة مع 2023، وفق ما أعلنته سلطة الميناء. وسيشمل المشروع، الذي تزيد كلفته الإجمالية عن 5 ملايير درهم، تطوير مرافق الاستقبال والتفتيش، وتوسيع مناطق الانتظار، وتعزيز البنية التحتية الرقمية المرتبطة بتدفق البضائع، مع اعتماد تقنيات حديثة تعتمد على الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية. ويُموّل هذا الاستثمار عبر قروض دولية بقيمة 4 ملايير درهم، في حين تغطي مجموعة طنجة المتوسط الحصة المتبقية من مواردها الذاتية، بحسب ما أكدته المؤسسة التي تدير المركب المينائي الأكبر في القارة الإفريقية. ويأتي هذا المشروع في سياق دينامية توسعية متواصلة يشهدها ميناء طنجة المتوسط منذ سنوات، مكنته من احتلال مراكز متقدمة ضمن التصنيفات الدولية، سواء من حيث حجم الرواج أو من حيث مؤشرات الأداء اللوجستي. ويراهن المغرب على هذا النوع من الاستثمارات لتعزيز جاذبيته في سلاسل التوريد العالمية، خاصة في ظرفية جيو-اقتصادية باتت فيها مرونة الموانئ ومحاور النقل عاملا حاسما في إعادة تشكيل خارطة المبادلات. ويعد ميناء طنجة المتوسط منصة متعددة الوظائف، يضم موانئ للحاويات، ومحطات للسيارات، ومناطق صناعية ولوجستية، إضافة إلى محطة خاصة بالشاحنات تشكل صلة وصل رئيسية لتدفقات البضائع نحو الضفتين. كما يساهم الميناء بشكل فعلي في دعم تنافسية الاقتصاد المغربي، من خلال تسهيل عمليات التصدير والاستيراد، وخدمة أقطاب صناعية كبرى مثل صناعة السيارات والنسيج. ومن شأن التوسعة الجديدة أن تواكب النمو المتسارع في حركة المبادلات، لاسيما في ظل ارتفاع عدد الوحدات الإنتاجية التي تستقر بالمناطق الحرة التابعة للميناء، وتزايد الطلب على خدمات العبور نحو الأسواق الأوروبية، حيث تمثل الشاحنات المحملة بالخضر والفواكه والمنتجات المصنعة نسبة مهمة من الرواج السنوي. ويعكس هذا الاستثمار إرادة مغربية ثابتة في التموقع كمحور عبور متكامل ومستدام، يستفيد من موقعه الجغرافي الفريد عند تقاطع المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط، ويواكب المعايير الدولية في إدارة سلاسل الإمداد الحديثة.