شنت إسرائيل غارات يوم الثلاثاء على قوات سورية في جنوب غرب سوريا لليوم الثاني على التوالي وتعهدت بإبقاء المنطقة منزوعة السلاح وادعائها "حماية الأقلية الدرزية" في ظل استمرار الاشتباكات الدامية بالمنطقة المتاخمة لها. وحسب روترز، فقد سمع دوي أربع ضربات جوية على الأقل، إذ تسنى سماع صوت الطائرات المسيرة فوق مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، وشوهدت دبابة لحقت بها أضرار يتم قطرها. وسُمع دوي إطلاق نار كثيف، وشوهدت ثلاث جثث على الأرض. وقُتل العشرات في المعارك الدائرة في المنطقة منذ يوم الأحد. ويشكل تصاعد العنف تحديا لحكومة الرئيس أحمد الشرع التي وصلت إلى الحكم بعد الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد في دجنبر الماضي وتسعى إلى إخضاع جميع الأراضي السورية لحكم مركزي بعد ما يقرب من 14 عاما من الحرب التي قسمت البلاد إلى جيوب منفصلة. ورغم تلقي الشرع دعما من التحسن السريع في العلاقات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، سلط العنف الضوء على استمرار التوتر الطائفي وانعدام ثقة الأقليات في الحكومة، والتي زادت بعد عمليات قتل جماعي لعلويين في مارس. وشنت إسرائيل غارات على سوريا عدة مرات بدعوى "حماية" الدروز، وجاءت أحدث هجماتها بعدما أصدر الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري بيانا مسجلا اتهم فيه القوات السورية بانتهاك وقف إطلاق النار، وحث المقاتلين على مواجهة ما وصفه بالهجوم البربري. وأصدر وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة بيانا بعد ذلك أعلن فيه وقفا تاما لإطلاق النار، وأكد أن القوات الحكومية لن تطلق النار إلا إذا أُطلق عليها النار. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) عن أبو قصرة قوله "وجهنا ببدء انتشار قوات الشرطة العسكرية داخل مدينة السويداء لضبط السلوك العسكري ومحاسبة المتجاوزين". وشاهد مراسل رويترز رجالا يرتدون زيا عسكريا يحرقون وينهبون منازل ومتاجر ويضرمون النار في متجر خمور.