بشكل مفاجئ ظهر على صفحات بعض الجرائد المنتقاة واللوحات العامة في الشوارع منتوج إشهاري اسمه ماب إكسبريس، وقد اختارت الوكالة التي صاغت التصور الإعلاني شعارا غريبا وصورة أغرب منه. فالصورة تظهر أناسا يحملون أياديهم إلى السماء وقد بدا أنهم يلبسون أثوابا تعود ربما إلى العهد اليوناني القديم وكأن هذا الموقع الإلكتروني يحمل صبغة تاريخانية. نحن هنا لا يهمنا تصور الإشهار أو حملته الإعلانية ولكننا نريد ان نتساءل عن سر هذه الخرجات الإعلامية الغريبة التي ينظر لها المدير العام لهذه الوكالة، ومن يرخص له لصرف أموال الدولة في منتوج غير ذي مردودية للبلاد وفي ظرفية تتسم بتقشف في الميزانية غير مسبوق. فإذا اعتبرنا أن هذه اللوحات الإعلامية تكلف ما يفوق 15 ألف درهم للوحدة وكذا الإعلانات على صفحات الجرائد لمنتوج غير ذي مردودية أو مصلحة عمومية فلماذا كل هذا التبذير الغريب؟ وإذا عدنا إلى الوراء يوم أحدث المدير العام جائزة على غرار جائزة الصحافة ليكرم من شاء ومن طاب له دون أن يتم إحداث مرسوم في الموضوع ما دامت الجوائز والتكريمات التي تتم بأموال الدولة تتم وفق مرسوم. فهل اعتبر الخلفي نفسه من رئاسته لمجلس الإدارة ورئاسته لمجلس التحرير فوق القانون وهو الآمر بالصرف في هذه المؤسسة التي تم إنجازها بنضالات الشعب المغربي ومن المال العام؟ وإذا ما أضفنا إلى كل هذا إحداثه لمكاتب في أمريكا اللاتينة بدول لا تدخل أحداثها ضمن اهتمامات المواطن المغربي فتصرف عليها الدولة أموالا كثيرة مقابل أخبار غير ذات قيمة. وإذا أضفنا إحداثه لتلفزة الويب التي كلفت مئات الملايين من الدراهم حتى الساعة دون نتيجة منتظرة من وراء فكرة بيع الصور للقنوات الوطنية. ويذكر أن القنوات الوطنية رفضت شراء بضاعة لاماب لأنها لا ترقى إلى ما تنتجه هذه القنوات، التي تتوفر على طواقم متخصصة في الانتاج التلفزي، ومع رفض قنوات القطب العمومي شراء منتوجه فإن سلعته بارت حيث لا يراها أحد على الويب نظرا لضعفها الواضح. كما اقتنى خليل الهاشمي الإدريسي كما هائلا من كاميرات التصوير. وإذا أضفنا إصدار بلاغات موجهة إلى الصحف عبر وساطة الوكالة في حين إن الجهات المعنية يجب أن توجه هذه البلاغات مباشرة إلى الجرائد المستهدفة. لقد فشل المشروع الذي أداره سابقا المدير العام .. ولم يستطع إلى اليوم إقناع الجرائد الوطنية المستقلة بتمرير أخباره الموزعة يوميا باستثناء الأخبار الرسمية وبعض الأخبار الدولية التي تنافسها فيه اليوم وكالات عالمية ذات باع طويل.