خبراء الذكاء الاصطناعي والابتكار يتدارسون بتطوان إدماج الفنون في مشاريع المدن الذكية

نظم المركز المتوسطي للذكاء الاصطناعي والابتكار الاجتماعي، اليوم الإثنين بمدينة تطوان، لقاء تنسيقيا مع المعهد الوطني للفنون الجميلة، بحضور مدير المعهد الفرنسي، وذلك في إطار الإعداد لتوقيع اتفاقية تعاون تهدف إلى إطلاق برنامج عمل مشترك يُعنى بإدماج الفنون في سياق المدن الذكية، من خلال توظيف تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR).
وشكل اللقاء، الذي حضره ممثلو المركز ومدير المعهد الوطني للفنون الجميلة، ومدير المعهد الفرنسي، فرصة لتدارس سبل تطوير الشراكة بين المؤسسات الثلاث، من خلال التركيز على محاور تتعلق برقمنة التراث المادي وغير المادي، واعتماد الفنون كأداة لتجديد وتثمين الذاكرة التاريخية للمدينة، إلى جانب استثمار التكنولوجيا الحديثة في إعادة إحياء المآثر العمرانية والمعالم الثقافية.
وأوضح محمد السعيدي رئيس المركز المتوسطي للذكاء الاصطناعي والابتكار الاجتماعي، في تصريح لموقع "الشمال24"، أن "هذا اللقاء شكل فرصة مهمة لتبادل الرؤى حول مستقبل العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والفنون في خدمة المدن الذكية".
وأشار السعيدي إلى أن "المحور الأول من النقاش تناول التقنيات المرتبطة برقمنة التراث، مع التركيز على أهمية إدماج الفنون في هذه العملية، ليس فقط كوسيلة تعبير فنية، بل كأداة تكنولوجية تسهم في توثيق الذاكرة الجماعية وإعادة إحياء الرموز الثقافية للمدينة".
وأضاف أن "الجانب الثاني يتعلق بوضع برنامج متكامل لإعادة تأهيل مجموعة من المآثر التاريخية والمعالم المعمارية عبر توظيف تقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، ما يفتح آفاقا جديدة أمام الأجيال الشابة لاكتشاف هذا التراث بطرق تفاعلية ومبتكرة".
وأفاد السعيدي أن "اللقاء شكل أيضا فرصة لطرح فكرة إنجاز مشاريع بحثية مشتركة بين الشركاء، يمكن أن تستفيد من تمويلات أوروبية في إطار طلبات عروض خاصة ببرامج التعليم العالي والبحث العلمي"، مشددا على أن "جميع الحاضرين أجمعوا على أهمية دمج البعد الفني والإنساني في مشاريع الذكاء الاصطناعي، وعلى ضرورة تطوير نموذج تطوان كمدينة ذكية ذات عمق ثقافي وإنساني".
وشدد المتحدث ذاته على أن "تطوان تمتلك مؤهلات كبيرة لتكون رائدة على المستوى الوطني والمتوسطي في مجال الربط بين الابتكار التكنولوجي والإبداع الفني وخاصة في ظل الدعم المطلق للسيد عبد الرزاق المنصوري عامل إقليم تطوان"، داعيا إلى مزيد من التعاون المؤسسي لإعطاء هذا المشروع طابعه العملي والفعال.