هل تتذكرون النتيجة الثقيلة التي مني الفريق السوسي في أول مقابلة له بمراكش هذا الموسم….وهل هو نفس الفريق الذي كاد أن ينتصر على متزعم البطولة بالبيضاء خلال الدورة14…..بالتأكيد لا…وألف لا…فغزالة سوس بدأت تعاند بعنفوانها شموخ ( أدرار)….وأصبح الفريق يؤسس لهويته الرياضية ماديا وتقنيا وبشريا جعلته متصدرا لأقوى هجوم وطنيا و في سقف زمني قصير… هو انجاز مبهر وبكل المقاييس… خصوصا إذا ركزنا على هذا التغيير الجدري للتركبة البشرية للفريق الذي وصل إلى أكثر من% 90 كلها وافدة من القسم الوطني الثالث للهواة ….هل هي صدفة … مغامرة….أم أن الامر يتعلق بمخطط علمي مدروس … بظوابط تقنية صارمة ….وأسلوب تكتيكي يحاكي احدى المدارس الكروية العالمية لا مجال للصدفة اليوم في بناء الفرق الرياضية وان ماتعرفه حسنية اكادير من فورة وانبعاث مسنود إلى اطار وطني له من المؤهلات المعرفية والاكاديمية ذات التخصص ….ولا استغراب فهو خريج اكبر المعاهد الدولية بهولاندا وبدبلوم يمزج بين ما هو تقني صرف وبين الكفايات التواصلية والتفاعل الاجتماعي مع المحيط……دبلوم بهذه الخصوصية –وحسب العارفين- كلف اطارنا الوطني ما قيمة شقة بالمدينة ومن ماله الخاص نعم من يتابع مقابلات الفريق السوسي سيلاحظ هذا الاعداد الذهني القوي والانضباط التكتيكي المدروس واللعب النظيف وتقدير الخصم واحترام القرارات أياكانت….ولنقرأ هذه المعطيات بتمعن كم عدد المقابلات التي حولتها عناصر الفريق من هزيمة إلى انتصار… وما هي حصيلة النقط خارج المدينة….ماهو حجم القرارات التأدبية اتجاه الاعبين …وغيرها من المعايير التي تقاس بها المدارس الكروية العالمية…وبالمناسبة فقد انعكس العرض الرياضي باللمسة الاخلاقية على الالترات الامازيغية باللمسة الابداعية ولما لا وقد أصبح الذهاب إلى ملعب (ادرار/التحفة) كالذهاب الى عرض إبداعي تتكامل فيه كل عناصر الفرجةالاستعراضية.. وراء هذا الانجاز شخص..يعبد الهادي ويسكت….أوليس العمل بايمان وصدق عبادة….بدراية واتقان هداية….بتواضع المتصوفة حين يتحول الصمت عندهم الى لغة…..نعم هذه هي الوصفة السحرية للابداع والامتاع والاقناع بفريقنا الاول بسوس….. يعبد الهادي ويسكت ….أوليس حب المدينة وناسها عبادة وهوالمالك للقلب الكبير المجزأ بعدد أحبائه….وصاحب اليد البيضاء على حالات انسانية في المدينة…دون أن تعرف اليد اليسرىذلك هو عبد الهادي السكتيوي الاطار الوطني الذي يشتغل في صمت يكاد يكون رهيبا وحين تسأله عن ذلك تقتنع بان المجال مليئ بالضجيج والصراخ وفي كل الميادين ….بل ويقنع أكثر بان الوقت قد حان للكلام ان يتمهل كي يتعلم من الصمت ألم يقولوا يوما ما بان كل ما هو حقيقي يكون دائما صامتا … الى كل هذه الاعتبارات وغيرها نقف امامك استاذنا الكبير ونزيل قبعاتنا وننحي احتراما وتقديرا لكل القيم الانسانية النبيلة المجسدة في عملكم ومحيطكم وكل سنة وانتم متأ لقون