بإنجازه 47 براءة اختراع في عام واحد، استطاع المهندس المغربي إدريس أفرياض أن يسجل اسمه في تاريخ الابتكار الصناعي، ليصبح نموذجًا مشرفًا للكفاءات المغربية في مجال الهندسة الميكانيكية. في سابقة غير معهودة داخل مراكز البحث والتطوير التابعة لمجموعة "ستيلانتيس"، حقق إدريس أفرياض، المهندس المغربي المتخصص في تصميم أنظمة التعليق والإطارات، رقمًا قياسيًا غير مسبوق سنة 2024، بعدما سجل 47 براءة اختراع في هذا المجال. هذا الإنجاز اللافت لم يقتصر صداه على المغرب فقط، بل امتد ليشمل مختلف مراكز الشركة العالمية، حيث تجاوز ما يحققه عادة فريق كامل من المهندسين في عام واحد. نشأ إدريس أفرياض، المزداد سنة 1996، في جماعة تيوغزة بإقليم سيدي إفني، عاصمة أيت بعمران، حيث تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي، قبل أن يلتحق بكلية العلوم والتقنيات بطنجة لمتابعة دراسته في الهندسة الميكانيكية. واصل بعد ذلك مساره الأكاديمي بالمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بالرباط، حيث تخصص في هندسة السيارات، ليحصل على دبلوم مهندس دولة. انطلق مساره المهني في مجموعة "ستيلانتيس"، إحدى كبرى شركات صناعة السيارات في العالم، التي تضم علامات مرموقة مثل بيجو، فيات، جيب، مازيراتي وغيرها. ومن خلال منصبه كمهندس تطوير أنظمة التعليق والإطارات في مركز الأبحاث والتطوير بالدار البيضاء، ساهم بفعالية في تحسين أداء المركبات وابتكار حلول تقنية جديدة، الأمر الذي خوله تسجيل هذا العدد غير المسبوق من براءات الاختراع. تقديرًا لجهوده، حظي أفرياض بتكريم رسمي من طرف إدارة "ستيلانتيس"، ممثلة في كل من فيليبو سيسيا، مدير مركز البحث والتطوير بالدار البيضاء، ويفان أغلياني، مدير مراكز البحث والتطوير في شمال إفريقيا والشرق الأوسط. كما لقيت إنجازاته إشادة واسعة داخل الأوساط المهنية، نظرًا لما تعكسه من كفاءة وإبداع هندسي مغربي قادر على المنافسة عالميًا. يرى أفرياض أن الابتكار ليس مجرد مهارة تقنية، بل هو ثقافة يجب ترسيخها في الأوساط الأكاديمية والصناعية، مؤكداً أن المهندسين المغاربة يملكون قدرات تضاهي نظراءهم في الخارج، شريطة توفير بيئة مناسبة للإبداع والتطوير. ومن خلال مسيرته الملهمة، يثبت أن المغرب قادر على لعب دور ريادي في مجال البحث والتطوير الصناعي، وتعزيز موقعه في الساحة التكنولوجية العالمية.