فقدت مدينة تزنيت، يوم الجمعة 28 فبراير 2025، أحد رجالاتها البارزين بوفاة الحاج محمد مستعين، الرئيس السابق للمجلس البلدي (1992-1997)، الذي بصم على مسيرة حافلة بالعطاء في مجالات التعليم، والرياضة، والشأن المحلي. الفقيد، المولود عام 1942، بدأ مساره في قطاع التعليم بعد تخرجه من مركز تكوين المعلمين، حيث اشتغل مدرسًا بعدد من المؤسسات في أكلو، تارودانت، وأكادير، قبل أن يعود إلى تزنيت أستاذًا بإعدادية مولاي رشيد، ثم حارسًا عامًا بها، ليتم تعيينه لاحقًا مديرًا لإعدادية الوحدة، التي ظل على رأسها حتى تقاعده. إلى جانب مسيرته المهنية، كان مستعين من رواد الرياضة في المدينة، حيث لعب ضمن فريق أمل تزنيت منذ ستينيات القرن الماضي، وتولى لاحقًا تدريب الفريق والإشراف على تسييره. كما كان نائبًا لرئيس الجامعة الملكية للألعاب المدرسية، ما جعله مساهمًا رئيسيًا في تطوير الرياضة المدرسية محليًا ووطنياً. أما في المجال السياسي، فقد تولى رئاسة المجلس البلدي لتزنيت بين عامي 1992 و1997، وهي فترة شهدت تحولات مهمة في المدينة. كما واصل نشاطه في المجتمع المدني من خلال الجمعيات الخيرية واللجان الاستشارية، حيث كان عضوًا في لجنة المساواة وتكافؤ الفرص بالمجلس الجماعي بين 2009 و2015، إلى أن أقعده المرض. وفي تأبينه للراحل، قال عبد اللطيف أعمو إن محمد مستعين كان رجلًا يجمع بين الاستقامة والالتزام الأخلاقي، مضيفًا: "كان نموذجًا نادرًا لرجل التعليم والمسير الرياضي والمسؤول المحلي الغيور على مدينته، حيث ترك بصماته واضحة في كل الميادين التي خاضها." وقد خيّم الحزن على تزنيت إثر هذا الفقد الجلل، حيث عبّرت أسرته وزملاؤه وأصدقاؤه عن بالغ الأسى لرحيله، مستحضرين سيرته الطيبة وأعماله الجليلة. وبهذه المناسبة الأليمة، يتقدم الجميع بأصدق التعازي والمواساة لأسرته وأحبائه، سائلين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.