برنامج اليوم الأول من المؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، كان حافلا بالأشغال الكثيرة وبالوفود المتعددة. حضرت وفود وازنة من داخل وخارج الوطن، وهو ما زاد من قيمة هذا اليوم الأول. الجلسة الافتتاحية التي غلب عليها الحماس، وعرفت تفاعلا كبيرا مع مداخلات الضيوف، كانت فلسطين وغزة في صلب جميع أشغالها. تفاعُل المؤتمرين في اليوم الأول من المؤتمر، كان متميزا بمقدار تميز ضيوف حزب العدالة والتنمية. وهو ما جعلني أبحثُ عن عنوان لهذا اليوم الأول من المؤتمر، فلم أجد سوى العنوان التالي "الاستقلالية والتوجه نحو المستقبل". وأحسَبُ أن هذا العنوان، يعكس حقيقة أطوار هذا اليوم الأول بكل ما حمله من زخم ومواقف وتعبيرات بمختلف الأشكال. استقلالية الحزب، كانت حاضرة بقوة في كلمة الأمين العام السيد بنكيران، وخاصة فيما يتعلق بنجاح المؤتمر في جمع الكلفة المالية لتنظيمه، من خلال تبرعات أعضائه، في غياب دعم وزارة الداخلية. كلمة السيد بنكيران ظلت وفية لنهج الرجل في مداخلاته في مثل هذه اللقاءات. لكن طريقة حديث الأمين العام مع زعماء الأحزاب السياسية الحاضرة لهذه الجلسة الافتتاحية، تعكس موقع الحزب المتقدم في المشهد السياسي، وحلفاء الحزب في الخارطة السياسية لبلادنا. استقلالية القرار الحزبي، كانت من بين النقاط التي كانت حاضرة في جميع مداخلات الكتاب الجهويين في الجلسة الأولى. وكان نجاح جميع الجهات في التعبئة للمساهمة في مالية تنظيم المؤتمر، التي فاقت كل التوقعات، من أبرز تجليات هذه الاستقلالية في القرار الحزبي. الشق الثاني في عنوان اليوم الأول للمؤتمر التاسع لحزب العدالة والتنمية، يهم إجماع المداخلات في تعبيراتها على التوجه نحو المستقبل. هذا التوجه نحو الغد، يعكس ما جاء في تلك التعبيرات من قناعة راسخة في تجاوز الحزب مخلفات انتخابات 8 شتنبر. ويمكن أن أُعبِّر عما جاء في مداخلات الإخوة الكتاب الجهويين بخصوص التوجه نحو المستقبل بعبارة "إضاءة المستقبل بنور تجارب الماضي". وفي هذا الإطار، خصص ممثل أعضاء الحزب في مغاربة العالم النقطة الثانية في مداخلته بالدعوة إلى تدعيم لحمة الحزب، وترصيص الصف الداخلي، من أجل مواجهة تحديات المستقبل حيث جاء في مداخلته "الكلمة العليا لمشروع الإصلاح، لدخول الانتخابات المقبلة. فليلتئم جمعنا ولنهيئ أنفسنا للانتخابات القادمة". كلمات كثيرة عرفها اليوم الأول من المؤتمر، ومواضيع متعددة أثثت فضاء القاعة الكبرى للمؤتمرين، لكن كل مضامين الأفكار تصب في واد واحد من رافدين: رافد الحفاظ على استقلالية الحزب ورافد التوجه نحو المستقبل. سعيد الغماز-كاتب وباحث