اتهمت أصوات وطنية عدداً من الجهات بتسخير مأساة غزة لتصفية حسابات سياسية داخلية، ومحاولة التشويش على المؤسسات الوطنية المغربية، عبر حملات مشبوهة تتخذ من التضامن مع فلسطين واجهة لها، دون أن تُخفي نواياها الحقيقية. وسُجّلت خلال الأيام الأخيرة تحركات أمام ميناء طنجة، وصفتها مصادر مطلعة بأنها "غير بريئة"، ولا علاقة لها بمبادئ الدعم الصادق للقضية الفلسطينية، بل تنسجم، حسب المتتبعين، مع محاولات متكررة للمسّ بمؤسسات الدولة، وتشويه صورتها في محيطها الدولي. ورغم أن المغرب يُعتبر من الدول القليلة التي تواصل تقديم دعم يومي مباشر لسكان غزة، عبر جسر جوي إنساني ثابت تنقله ثلاث طائرات شحن يوميًا منذ اندلاع العدوان، فإن بعض الجهات تحاول تصويره زورًا كطرف متواطئ، بناء على شائعات تمسّ السيادة المغربية وتستهدف بنياتها الاستراتيجية، وفي مقدمتها ميناء طنجة المتوسط. وتقول هذه المصادر إن الحملة الأخيرة، التي روّجت لخبر "مزيف" حول توقف سفينة أمريكية تنقل أسلحة لإسرائيل بالمغرب، انطلقت أساسًا من خارج البلاد، لا سيما من منصات إلكترونية تنشط من داخل الجزائر، قبل أن تتلقفها تنظيمات محلية ذات خلفيات إيديولوجية "إخوانية"، لتوظيفها في تحريض الشارع ضد المؤسسات، متذرعة ب"الغيرة على فلسطين". واعتبر متابعون أن التضامن الحقيقي لا يُقاس بالشعارات أو الوقفات التي تستهدف مصالح البلاد، بل بالفعل السياسي والدبلوماسي والإنساني الصادق، وهو ما عبّرت عنه الدولة المغربية، ملكًا وشعبًا، من خلال تحركات عملية وشبه يومية، بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي. وأشارت التحليلات ذاتها إلى أن استهداف موانئ البلاد لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يضرب الاقتصاد الوطني ويعطي انطباعًا سلبيًا عن استقرار البلاد في لحظة مفصلية دولية، تسبق مواعيد كبرى كاحتضان المملكة لتنظيمات رياضية دولية، وانخراطها في شراكات استراتيجية مع قوى كبرى. وخلصت ذات الأصوات إلى أن من يُشعل الفوضى باسم فلسطين، لا يخدم غزة، بل يستغل جراحها لتبرير الضرب من الخلف، وزرع الشك بين المواطن ومؤسساته، داعية المواطنين إلى التحلي بالوعي والتمييز بين المواقف الصادقة، وتلك التي تحرّكها أجندات لا علاقة لها بالقضية، ولا بالوطن. شارك هذا المحتوى فيسبوك X واتساب تلغرام لينكدإن نسخ الرابط