لم تعد المواقف الطاعنة في شرعية البوليساريو تقتصر على ساكنة الأقاليم الجنوبية، من مدريد، باريس، نواكشوط و قبل ذلك من تندوف نفسها بدأ بساط الشرعية التمثيلية يحسب من تحت أقدام محمد عبد العزيز و معه. نار التشكيك في تمثيلية الجبهة للصحراويين المشتعلة منذ مدة في كواليس جولات المفاوضات غير الرسمية حول الصحراء امتدت لتشمل، هذه المرة ، قطاعات واسعة من أطر البوليساريو . الأصوات الرافضة لنيابة وفود عبد العزيز عنها دشنت مرحلة التنظيمات، النداء الذي أطلقة مصطفى ولد سيدي مولود أواخر الصيف الماضي من نواكشط، وقواه صحراويو فرنسا قبل أسبوعين بالإعلان عن تأسيس حزب التجمع الصحراوي الديمقراطي الطماح إلى تمكين الصحراويين من اختيار ممثليهم بحرية، وصل صداه، أول أمس السبت، إلى مدريد وهي تشهد تأسيس التنسيقية العامة لمعارضي جبهة البوليساريو. التنسيقية، التي أعلنت انشقاقها الرسمي عن الجبهة وعن اعتزامها الدخول في «معارضة منظمة سلمية تضم كل أطياف وفئات المجتمع الصحراوي»، لم يفتها أن تبرز في أول بيان لها « الدور المهم الذي قام به الشباب والشخصيات الوطنية الأخرى والإطارات المتوسطة والكبيرة»، معتبرة إياه بأنه « ركيزة وأساس ما نحن عليه من تصميم محق لتحقيق الهدف المتمثل في التغيير». « وصول النزاع حول الصحراء إلى طريق مسدود، عدم أهلية وقدرة قيادة البوليساريو بالسير قدما بالملف نحو التقدم، الأوضاع المتردية واللاإنسانية والمزرية لأهالينا في مخيمات اللجوء، موجة التحولات والمطالبة بالديمقراطية والتغيير الذي يقوده الشباب» تلك كانت دواعي تأسيس التنسيقية « جبهة البوليساريو بقيادتها الحالية ليست هي الممثل الوحيد للصحراويين، ومن ثم، فإن تواجد هذه الفئات داخل المعارضة سيكون هو الترجمة الفعلية والصادقة لنبض الشارع الصحراوي» يقول البيان. التكثل الصحراوي المعارض أكد تمسكه بما سماه ب «الخيارات الصحراوية الكبرى، والخروج بالصراع من مرحلة الجمود، وتحريكه في اتجاه إيجاد حلول ممكنة طبقا لمعطيات الواقع والوضع الراهن»، مشددا على تمسكه أيضاب«الجدية والسير قدما في المسار المعارض لقيادة جبهة البوليساريو وفضح أساليبها الهادفة إلى استمرار الوضع إلى ما لا نهاية». ياسين قُطيب