أعلنت، الثلاثاء المنصرم، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية رسميا القضاء على مرض «التراكوما» أو الرمد الحبيبي، كمشكل صحة عامة في المغرب، خلال مشاركتها في اللقاء الوزاري الخاص بالصحة والتغيرات المناخية المنظمة على هامش أشغال مؤتمر الأطراف 22 المنعقد بالمغرب. وتعتبر «التراكوما» مرضا تعفنيا معديا يصيب العين. وتجدر الإشارة إلى أن «التراكوما» يعد السبب الرئيسي للعمى التعفني على الصعيد العالمي، وهو أحد أمراض العين التعفنية الناتجة عن جرثومة تسمى ملتحمة «التراكوما». وكان هذا المرض من أهم الأسباب التي أدت إلى فقدان النظر في بلادنا، نظرا لسهولة عدواه، وعدم توفر العلاج اللازم والنظافة الكافية. وينتشر مرض «التراكوما» بشكل كبير في الأماكن الحارة والرملية، ويندر في الأماكن الباردة كأوروبا. وتكثر الإصابات، بشكل ملحوظ، في الأحياء الفقيرة والتي ينقصها الماء والنظافة. وحسب الاختصاصيين، فإن «التراكوما» يمر بعدة مراحل. أولا: ظهور التهاب شديد في ملتحمة الجفن تصحبه حكة غير عادية في العين، ونزول دموع غزيرة، وحساسية شديدة للضوء. وعند فحص الجفن بالمكبر المجهري نظهر نتوءات صغيرة، يتبعها احمرار في أعلى القرنية، نتيجة لنمو أوعية دموية جديدة نحوها. ثانيا: إذا تركت هذه الحالة بدون علاج، فإن هذه الأوعية الدموية الجديدة تخترق القرنية مسببة تقرحات تؤدي إلى ضعف شديد في النظر، وألم عند فتح العين. ثالثا: تغزو النتوءات الكائنة في الجفن الأعلى، أوعية دموية لا تلبث أن تجف وتتضاءل تاركة مكانها أنسجة وارتخاء في الجفن ونمو الرموش إلى داخل العين، ثم النتيجة النهائية هي العمى. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن «التراكوما» مسؤول عن ضعف الإبصار لدى حوالي 1.8 مليون شخص في العالم من بينهم 500 ألف مصاب بعمى غير قابل للشفاء. ويعتبر المغرب بلدا رائدا في مجال مكافحة «التراكوما» أو الرمد الحبيبي، على الصعيد الدولي، ويصنف من بين الدول الأولى في العالم التي حصلت على شهادة منظمة الصحة العالمية بالقضاء على مرض «التراكوما». كما يعد أول بلد اعتمد استراتيجية المنظمة لمكافحة التراكوما ليصبح بذلك سباقا إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية. سميرة فرزاز