على غرار الدورات السابقة، وتعزيزا للروابط العريقة والعميقة مع الزوايا الدينية في السنغال، شارك المغرب الأحد بتيواوان (شمال غرب)، في الحفل الذي نظمته الطريقة التيجانية احتفاء بعيد المولد النبوي (غامو). وضم الوفد المغربي، الذي ترأسه القائم بالأعمال في سفارة المغرب بدكار، مولاي عبد الهادي القاسمي، بالخصوص من رئيسي قسمي الأنشطة الثقافية، والتعاون والشؤون الاجتماعية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد عاطف وعبد الكريم هاني، ورئيس مصلحة المكتبات والمتاحف والعمل الثقافي بالوزارة، عبد السلام الخوداري، وأعضاء من السفارة المغربية. واستقبل الوفد المغربي بحفاوة كبيرة من طرف الناطق باسم العائلة الكبيرة تيديان سي سيرين، عبد العزيز سي الأمين، ووجهاء ومريدي الطريقة التيجانية، وكذا من قبل ممثلي السلطات السنغالية الذين جاؤوا للاحتفال في المدينة الروحية تيواوان، في أجواء من الخشوع والإيمان، بعيد مولد سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام. وأكد أحمد عاطف، أن مشاركة المغرب في احتفال غامو، تندرج في إطار العلاقات الثنائية المتميزة، وتجسد، مرة أخرى وبشكل رسمي، العناية السامية التي ما فتئ أمير المؤمنين الملك محمد السادس، يوليها لمريدي وشيوخ مختلف الطرق الصوفية بمنطقة غرب إفريقيا بشكل عام، وفي السنغال على الخصوص. وأكد أن هذه المثل الروحية هي التي تتأسس عليها الصوفية وتشكل النواة الصلبة الموحدة للطريقة التيجانية، مشيرا إلى أن "هذه القيم النبيلة هي التي تحفظ، وبدون شك، بلدينا من ظاهرة التطرف و التشدد التي تسيء لصورة الإسلام باعتباره دين سلام وإخاء وتسامح وانفتاح على الآخر". ويجمع غامو، الذي يعتبر موعدا سنويا عند الطريقة التيجانية، عشرات الآلاف من المريدين الذين يأتون من مختلف مناطق السنغال للاحتفاء بهذا الحدث في العديد من المساجد والأضرحة في المدينة الدينية تيواوان، وذلك في إطار الاحترام الصارم لتقاليد الطريقة. وتم توفير دعم لوجستي كبير للمواكبة والمراقبة لضمان حسن سير ونجاح هذا الحدث الاجتماعي الديني الهام. وضم الطاقم الطبي الذي تم تخصيصه لهذا الحدث من قبل وزارة الصحة والعمل الاجتماعي السنغالية، من نحو 50 مركزا طبيا، و40 سيارة إسعاف طبية، ووحدات متنقلة، وطائرة طبية، بالإضافة إلى توفير ما لا يقل عن 1200 من الأطر الصحية، و22 طبيب متخصص، إلى جانب عدد كبير من الأدوية تبلغ قيمتها 50 مليون فرنك إفريقي موضوعة رهن إشارة اللجنة المنظمة لغامو.