في الوقت الذي عبر فيه المغاربة عن سخطهم الشديد جراء رداءة البرامج التي تم عرضها خلال أولى أيام شهر رمضان ، و التي لم ترقى لمستوى تطلعات دافعي الضرائب ، برامج تراوحت بين السخافة و الضحك على ذقون المغاربة ، كلفت خزينة القناتين الاولى و الثانية مبالغ خيالية ، و بطبيعة الحال ، فالكل يعرف من المستفيد من هذه الكعكة الدسمة . و في مقابل هذه البرامج المعروضة ، و التي اثارت سخط المشاهد المغربي ، تم اقصاء برامج أخرى ، أرقى جودة من حيت الأسماء الوازنة للممثلين المشاركين فيها، و أيضا السيناريو ، و أيضا الإخراج ، و هي أهم العوامل المميز بين الاعمال الفنية التلفزية ، ومن بين البرامج الجيدة التي تم اقصائها ، نجد السيتكوم الكوميدي " البانكالو " الذي عرف مشاركة وازنة لأهم نجوم الشاشة المغربية ، نذكر منهم الفنان الكبير محمد خيي ، كمال كاظمي ، مريم الزعيمي ، نورة الصقلي ، عبد الفتاح الجودي ، هدى الريحاني ، و ثلة من الممثلين البارزين ، حيت تدور أطوار هذه السلسلة الكوميدية المتكونة من 30 حلقة ، مدة الواحدة منها 25 دقيقة ، داخل " بانكالو " بمدينة إفران ، حيت ستتقاسم شخصيات هذا السيتكوم مجموعة من الأحداث اليومية ، في قالب هزلي صرف ، ابدع في اخراج المخرج الشاب شوقي العوفير، و انتاج خالد النقري . و إذا ما قرون هذا العمل الكبير من حيت جودة النص ، و أيضا من حيت الاسماء الوازنة التي جسدت شخصياته ، ببرامج أخرى تم عرضها من قيبل " الخواسر " على سبيل الذكر لا الحصر ، سنجد أن الفرق الشاسع تماما ، ما يحيلنا على الجهة او الجهات المخول لها انتقاء البرامج و اختيار الاجود منها لعرضه على المشاهد المغربي ، ام ان المسألة مرتبطة باعتبارات و معايير أخرى لا يعلمها المغاربة ، و يعرفها فقط أهل الاختصاص في القناتين ، و ما موقع الهاكا و وزارة الاتصال من كل ذلك ، و كيف ستتصرف هاتين المؤسستين بعد تدخل جهات عدة احتجت بقوة على سلسلة " الخواسر " التي لطخت قيمة لغة القرآن في التراب ، و ضربت في العمق العامية المغربية ، و أهانتها شر إهانة ؟