اثار فيلم مغربي حديث الانتاج يحمل عنوان “أغادير بومباي” للمخرجة الشابة مريم بكير لدى عرضه الاول الكثير من الاعجاب والجدل في اوساط عشاق السينما حيث استقبل من طرف المشاهدين بالتصفيق، وجرى ايضا الاحتفاء بفيلم المخرجة. وناقش الفيلم الذي بدأت عروضه في صالات السينما المغربية بدءا من يوم الأربعاء الماضي بعض الظواهر والقيم التي تعيشها الحواضر المغربية في تناقض تام مع قيم المجتمع المغربي التقليدي، وقدمت الحكاية في قالب جميل لعبت فيه الصورة والموسيقى المستوحاة من الأهازيج الشعبية دورا أساسيا في إيصال رسالة الفيلم . يحكي الفيلم بحسب ما اورده الناقد المغربي محمد الزعماري في موقع فوانيس قصة الفتاة إيمان، 14 سنة، تعيش بتارودانت، وتتماهى مع الأفلام الهندية التي تسحرها بقصصها وأنوارها ومناظرها الجميلة ،ونهاياتها السعيدة،وترى في مدينة أغادير بومباي الهندية،لذلك تحلم بالعمل والعيش في مدينة أغادير السياحية مثل جارتها ليلى الشابة التي تعيش بأغادير وتأتي من وقت لآخر لزيارة والدتها، وبوساطة من الأخيرة ستتمكن إيمان من الذهاب إلى مدينة أحلامها، ليصطدم حلمها بعد فترة قصيرة من التمتع في فضاءاتها بواقع قاس تتعرض فيه لمحاولة اعتداء تنجو منها بعد مقاومتها وغرس سكين في وجه المعتدي، ومن شدة الصدمة تكاد تفقد توازنها لولا مؤازرة الأسرة والحب الذي يحيطها به كل أهل الحارة ببلدتها . من خلال هذه الرحلة القصيرة حاولت المخرجة أن تجعل الفلم يعج بعدة مواضيع تعكس ثنائية الجمال والقبح، والخير والشر ،واليأس والأمل، والتأثير العمراني على العلاقات الإنسانية،حيث نجد في المدينة القديمة المتميزة بدروبها الضيقة، علاقات إنسانية تجمع ساكنتها، تعكسها تعارف الجميع والتحية المتبادلة بينهم،ومشاركتهم في الأفراح والمسرات بشكل تلقائي. بينما بريق المدينة يخفي الماسي وراء تلك الأنوار المتلألئة في واجهة مبانيها الجذابة ليكون مصير تلك الفراشات الجميلة المقتربة منها مأساويا.وحيث تنتفي القيم الجميلة لتحل محلها القيم الوحشية التي تجعل كل شيء قابل للبيع ،وهذا ما تعكسه سلوكيات سلبية لفئة من الاثرياء ، ولم يفت المخرجة الإشارة إلى تواطؤ مراكز قوى سياسية واعلامية مع سلطة المال ضد الشريحة الفقيرة بالمجتمع. يكشف الفيلم الفرق الشاسع بين الحلم والواقع، وان الهجرة إلى المجهول قد يوقع في المحظور، ويحول الحلم الجميل كابوسا ثقيلا.