جرى أمس السبت توقيع اتفاقية شراكة بمدينة كاشكايش (30 كلم غرب لشبونة)، بين جمعية الصداقة البرتغالية المغربية وبلدية هذه المدينة، تروم تثمين التراث الثقافي المشترك بين البلدين. وتهدف هذه الاتفاقية، التي وقعها رئيس جمعية الصداقة البرتغالية المغربية، محمد توفيق، ورئيس بلدية كاشكايش، كارلوس كاريرياس، بحضور سفيرة المغرب في البرتغال، كريمة بنيعيش، إلى تعميق العلاقات الثقافية بين البلدين، وضمان إندماج أفضل للمغاربة في المجتمع البرتغالي. وأشادت السيدة بنيعيش، في كلمة بالمناسبة، بتوقيع هذه الشراكة، التي تدل على التطور المستمر الذي تعرفه العلاقات البرتغالية المغربية خلال السنوات الأخيرة، مبرزة أهمية تنمية وتطوير التراث الثقافي المشترك، ودور ومسؤولية مختلف فاعلي المجتمع المدني بالبلدين في تحقيق ذلك. وبعد أن ذكرت بأن مدينة كاشكايش كانت دوما نقطة التقاء لمختلف الثقافات، أكدت الدبلوماسية المغربية أن تعزيز العلاقات بين البلدين يعتمد إلى حد كبير على التقارب بين الشعبين المغربي والبرتغالي، والقدرة على تطوير فضاء للحوار والتبادل. وخلصت سفيرة المملكة بلشبونة إلى القول "إن بلدينا لا تربط بينهما الجغرافيا والتاريخ المشترك فقط، وإنما أيضا وجود جالية مغربية نشيطة بالبرتغال، عرفت كيف تندمج في وئام وانسجام مع جميع مكونات المجتمع البرتغالي". من جهته، أكد كاريرياس على جودة علاقات التعاون بين المغرب والبرتغال في مختلف المجالات، خاصة الاقتصادية والأمنية والثقافية، مبرزا أن المغرب يعد شريكا استراتيجيا لبلاده، مجددا استعداد بلدية كاشكايش لاستقبال أنشطة الجمعية بغية تقاسم التراث الثقافي المشترك. وبدوره انتهز رئيس جمعية الصداقة المغربية البرتغالية هذه المناسبة لتقديم برنامج الجمعية، الرامي في المقام الأول للمساهمة في إشعاع الثقافة المغربية، من خلال أنشطة تلامس مختلف جوانب الثقافة المغربية، كالأدب والفنون التشكيلية وغيرها. وأعرب، في السياق ذاته، عن إدانة الجالية المغربية بالبرتغال للاعتداءات الإرهابية التي استهدفت فرنسا، ومشاطرتها أسر الضحايا آلامهم ومعاناتهم من هذا العمل الهمجي والحقير. ودعا المشاركين للترحم على ضحايا اعتداءات العاصمة الفرنسية. أما نائب رئيس جمعية الصدافة المغربية البرتغالية محمد شيشاح، فقدم عرضا بعنوان "المغرب والبرتغال: ستة قرون من التاريخ" استعرض فيه المراحل المتميزة في تاريخ العلاقات بين البلدين، منذ القرن السابع والثاني عشر وإلى غاية اليوم. وتميزت هذه التظاهرة بمشاركة عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في البرتغال وشخصيات برتغالية، من عالمي السياسة والثقافة والفضاء الجمعوي، وممثلي المكتب الوطني المغربي للسياحة والخطوط الملكية المغربية بالعاصمة البرتغالية. وكاشكايش مدينة ساحلية تقع على الساحل الأطلسي للبرتغال، تأوي نحو 206 ألف نسمة، وتعرف توافدا مهما للسياح، الذين تغريهم شواطئها الشهيرة ومعالمها التاريخية وبنيتها التحتية السياحية.