أعلنت الرئاسة الجزائرية، الأربعاء، العفو عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بعد سجنه لمدة عام في قضية تسببت بتوتر العلاقات الدبلوماسية مع باريس، ووافقت على نقله إلى ألمانيا لتلقي العلاج. وذكر بيان الرئاسة الجزائرية ان الرئيس عبد المجيد تبون تلقى طلبا من الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير يتضمن « إجراء عفو لفائدة بوعلام صنصال ». وتابع أن الرئيس قرر لدواع « إنسانية » الرد بالإيجاب على طلب شتاينماير الذي وصفه بأنه « صديق ». وجه شتاينماير طلبه من أجل « لفتة إنسانية » الاثنين إلى نظيره الجزائري. واقترح أن يحصل بوعلام صنصال على العلاج الطبي في ألمانيا « نظر ا لتقدمه في السن … ووضعه الصحي الهش ». وأوضح بيان الرئاسة الجزائرية « ستتكفل الدولة الألمانية بنقل المعني وعلاجه ». من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الفرنسي سيباستيان لوكورنو، الأربعاء، عن « ارتياح » حكومته، مضيفا أنه يأمل أن يتمكن الكاتب من « الانضمام إلى عائلته في أقرب وقت ممكن » و »تلقي الرعاية » الصحية. كانت عائلة الكاتب البالغ من العمر 81 عاما قد أعربت عن قلقها بشأن صحته، مشيرة إلى أنه يتلقى علاجا لسرطان البروستاتا. وقالت ابنته صبيحة الأربعاء عبر الهاتف من الجمهورية التشيكية حيث تعيش، « كنت متشائمة بعض الشيء لأنه مريض وكبير في السن وقد يموت هناك. كنت متشائمة ولكنني كنت دائما مؤمنة. ظللت آمل أن يحدث ذلك يوما ما ». لكن في الأول من يوليوز، أكدت محكمة الاستئناف بالجزائر حكما بالسجن خمس سنوات صدر في الدرجة الأولى في 27 مارس ضده لإدانته بتهمة « المساس بالوحدة الوطنية » بسبب تصريحات أدلى بها في تشرين أكتوبر 2024 لوسيلة الإعلام الفرنسية اليمينية المتطرفة « فرونتيير »، حيث اعتبر أن الجزائر ورثت من الاستعمار الفرنسي أراض من غرب الجزائر مثل وهران ومعسكر، كانت تنتمي سابقا، حسب رأيه، إلى المغرب. وعادت فرنسا في الأسابيع الأخيرة للمطالبة مرة أخرى بالإفراج عن صنصال، وكذلك عن الصحفي الرياضي كريستوف غليز الذي ينتظر محاكمته في الاستئناف في دجنبر بعد أن حكم عليه نهاية يوليوز بالسجن سبع سنوات بتهمة « تمجيد الإرهاب ». وأعربت منظمة مراسلون بلا حدود، الأربعاء، عن أملها في أن تتبع الجزائر عفوها عن الكاتب بوعلام صنصال بإطلاق سراح الصحفي كريستوف غليز. وقال المدير العام للمنظمة تيبو بروتين، في بيان: « إن إطلاق سراح صنصال هو بادرة إنسانية تمهد لتحسين العلاقات الفرنسية الجزائرية. نأمل أن يتمكن كريستوف غليز، الذي حكم عليه بالسجن سبع سنوات بسبب قيامه بعمله الصحافي، من العودة إلى عائلته بعد جلسة الاستئناف ». لإقناع نظيره الجزائري بالعفو عن الكاتب، أكد الرئيس الألماني أن مثل هذه اللفتة ستكون « تعبيرا عن روح الإنسانية وبعد النظر السياسي ». وقال إن الأمر « سيعكس علاقتي الشخصية طويلة الأمد مع الرئيس تبون والعلاقات الجيدة بين بلدينا ». زيارة مرتقبة لألمانيا في مقابلة طويلة أجريت في شتنبر الماضي، تحدث الرئيس الجزائري عن إمكانية زيارته لألمانيا في نهاية عام 2025 أو بداية عام 2026. ولم يتم تقديم أي تاريخ منذ ذلك الحين. وسبق لتبون ان قضى في ألمانيا ثلاثة أشهر بين نهاية 2020 وبداية 2021 للعلاج بعد إصابته بكوفيد. صنصال الذي حصل على الجنسية الفرنسية في عام 2024، شخصية بارزة في الأدب الفرانكفوني الحديث في شمال إفريقيا، وهو معروف بانتقاداته للسلطات الجزائرية والإسلاميين. وتطالب فرنسا منذ أشهر بالإفراج عن الروائي والكاتب الذي تم توقيفه في مطار الجزائر في 16 نونبر 2024. زاد سجنه من تعقيد خلاف بين باريسوالجزائر بدأ في يوليوز 2024 بعد اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
ما زالت باريسوالجزائر عالقتين منذ أكثر من عام في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة، تجلت في طرد الموظفين من كلا الجانبين، واستدعاء السفراء من كلا البلدين، وفرض قيود على حاملي التأشيرات الدبلوماسية. ولعبت كل من ألمانيا وإيطاليا دور الوساطة خلف الكواليس من أجل العفو عن الكاتب. وانتشرت شائعات بالفعل في الصيف حول احتمال نقله إلى ألمانيا. تتمتع برلين بتقليد طويل في استقبال المعارضين والقادة المرضى في مستشفى « شاريتي » الخيري، وهو أحد أكثر المستشفيات شهرة في أوربا. فقبل خمس سنوات، استقبل المعارض الروسي أليكسي نافالني، الذي أفادت تقارير أنه كان ضحية تسمم. وقبل ذلك، تم علاج رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو هناك من آلام في الظهر.