اعتبر مقالٌ تحليلي نشرته صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية أنّ قرار مجلس الأمن الأخير، الذي "يكرّس السيادة المغربية على الصحراء الغربية في إطار الحكم الذاتي"، يشكّل "تحوّلاً استراتيجياً كبيراً" ستكون له، وفق الكاتبة الإسرائيلية الدكتورة أنات هوخبرغ-ماروم، انعكاسات إيجابية على مصالح إسرائيل في المنطقة. وقالت الصحيفة إنّ الاعتراف الأممي الجديد "يؤكد مكانة المغرب كقوة استقرار إقليمية وجسر بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي"، مشيرة إلى أنّ هذا التطور يعيد رسم التوازنات في شمال إفريقيا، ويُضعف، حسب المقال، من نفوذ الجزائر وجبهة البوليساريو "المدعومتين من إيران".
وأضافت أن هذا القرار "يُعزّز تحالف المغرب مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل"، في وقت توسّع فيه الرباط علاقاتها الاقتصادية والدبلوماسية داخل القارة الإفريقية، مشيرة إلى أن المغرب يُعدّ ثاني منتج عالمي للفوسفات، ويسيطر مع أقاليمه الجنوبية على نحو 70% من الاحتياطي العالمي المقدّر ب15 تريليون دولار. وأبرزت الصحيفة أن المملكة المغربية أصبحت "فاعلاً محورياً في الأمن الغذائي العالمي" بفضل صادراتها من الفوسفات والأسمدة، ومشاريعها في تحلية مياه البحر والطاقة المتجددة، متوقعةً أن يؤدي الاعتراف بسيادتها على الصحراء إلى "توسيع استثماراتها في قطاعات التعدين والزراعة والطاقة والسياحة". وأشارت الكاتبة إلى أن المغرب "حافظ على استقرار داخلي ملحوظ خلال حرب غزة رغم التعبئة الشعبية الواسعة تضامناً مع الفلسطينيين"، واعتبرت ذلك "دليلاً على نضج مؤسساتي ورغبة في الحفاظ على صورة المملكة كشريك موثوق دولياً". ورأت الصحيفة أن هذا التطور "يفتح آفاقاً غير مسبوقة للتعاون الثنائي بين الرباط وتل أبيب"، خاصة في مجالات التكنولوجيا العسكرية، والدفاع الجوي، والحرب الإلكترونية، مذكّرةً بأن المغرب يعتزم اقتناء 32 طائرة أميركية من طراز F-35 بقيمة 17 مليار دولار، ضمن صفقة "يتكامل فيها الدور الإسرائيلي في تزويد المملكة بأنظمة متطورة". كما توقّعت أن تستفيد إسرائيل اقتصادياً من "الوصول إلى الموارد المعدنية والفوسفاتية بالصحراء المغربية"، معتبرة أن شركاتها الزراعية والهندسية يمكن أن تلعب "دوراً رئيسياً في مشاريع التنمية الإفريقية العابرة للقارات"، خصوصاً عبر خط أنابيب الغاز نيجيريا–المغرب الذي يربط 13 دولة إفريقية بأسواق أوروبا. ورغم هذه المكاسب المحتملة، حذّرت الكاتبة من أن إسرائيل "ينبغي أن تتعامل بحذر دبلوماسي مع الدول العربية والإفريقية التي لا تزال تدعم أو تتعاطف مع جبهة البوليساريو"، مشددة على أنّ نجاح الشراكة مع المغرب "يتطلب سياسة متوازنة تُبرز مشروع الحكم الذاتي كخيار للاستقرار الإقليمي لا كأداة انقسام". وختم المقال بالقول إنّ "الاعتراف الدولي بسيادة المغرب على الصحراء الغربية يفتح صفحة جديدة في الجغرافيا السياسية للمنطقة"، وإنّ "الرباط وتل أبيب أمام فرصة تاريخية لبناء محور استراتيجي يمتد من الأطلسي إلى البحر الأحمر، في مواجهة تمدد روسيا والصين وإيران في إفريقيا".