قال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير السيد مصطفى الكثيري، اليوم الخميس بالرباط، إن مناسبة عيد الاستقلال، التي تصادف 18 نونبر من كل سنة، تشكل حدثا مفصليا في تاريخ التحرر من ربقة الاستعمار ومنعطفا حاسما في مسيرة بناء المغرب الحديث. وأوضح السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم بمناسبة تخليد الذكرى الواحدة والستين للأعياد الثلاثة المجيدة (عيد الانبعاث، وعيد العودة وعيد الاستقلال)، أن الاستقلال جاء تتويجا لمسيرة الكفاح الوطني الذي خاض غماره العرش والشعب وتجسد في المبادرة التاريخية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال من قبل قادة الحركة الوطنية في 11 يناير 1944 بتنسيق تام مع بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس. وأضاف أن هذه الذكرى تحمل عددا من القيم المرتبطة بالوطنية الحقة والمواطنة الايجابية، والمتمثلة في الالتزام والوفاء والاخلاص والصدق والتضحية والايثار ونكران الذات، مشددا على أهمية غرس هذه القيم في نفوس الأجيال الصاعدة حتى تنمو فيهم الروح الوطنية والاعتزاز بالانتماء الوطني للمساهمة إيجابا في بناء المسار التنموي للمغرب. وأشار إلى أن هذه الأجيال محتاجة إلى توسيع معرفتها التاريخية حول هذه الصفحات المشرقة من النضال الوطني، واستلهام القيم التي تمسك بها المغاربة آنذاك لتقوية صفوفهم وتعزيز مسيرة الكفاح الوطني، حتي يتم بناء جيل قادر على تنمية البلاد وكسب الرهانات المتعلقة بالتنمية الشاملة والمستدامة وإنزال مشروع المجتمع الحداثي والديمقراطي. وذكر المندوب السامي، بأنه منذ 1912، تاريخ فرض معاهدة الحماية، دخل المغرب غمار كفاح وطني متواصل تجسد في الانتفاضات الشعبية التي شهدتها مختلف أرجاء الوطن واستعملت فيها كافة أشكال المقاومة لاسترجاع الحرية والاستقلال. وفي 20 غشت 1953، يقول السيد الكثيري، أقدمت السلطات الاستعمارية على تنفيذ مؤامرتها الدنيئة بنفي جلالة السلطان الشرعي محمد بن يوسف وأسرته الشريفة إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى مدغشقر حيث آثر جلالته الإبعاد والمنفى على التنازل عن العرش. وخلص إلى أنه أمام المقاومة المستميتة لنساء ورجال المقاومة الوطنية، ما كان للسلطات الاستعمارية خيار إلا الرضوخ لإرادة العرش والشعب والشروع في مفاوضات مع المغرب توجت بحصول المملكة على استقلالها وعودة بطل التحرير والاستقلال إلى أرض الوطن، ليدعو إلى مواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر. وقد تم خلال هذا اللقاء، الذي حضره عدد من أعضاء أسرة المقاومة وجيش التحرير والمنتخبين وفعاليات من المجتمع المدني وشخصيات أخرى، تكريم مجموعة من المنتمين الى أسرة المقاومة وتوشيح صدروهم بأوسمة ملكية شريفة تقديرا لخدماتهم الجليلة وتضحياتهم الجسام في مسيرة الكفاح الوطني. وأعرب المحتفى بهم عن اعتزازهم الكبير وامتنانهم العميق لهذ التكريم المولوي السامي، مستحضرين روائع الكفاح الوطني والملاحم والنضالات البطولية للعرش والشعب في سبيل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية. وجددوا تأكيدهم على التعبئة المستمرة واليقظة المتواصلة من أجل صيانة الوحدة الترابية، وتثبيت المكاسب الوطنية، والإسهام في مسيرات البناء والنماء التي يقودها باقتدار صاحب الجلالة الملك محمد السادس.