كشفت دراسة استطلاعية أجراها المركز المغربي للمواطنة أن السلوك المدني في الفضاء العام ما زال يعاني من اختلالات بنيوية واضحة، تعكس فجوة قائمة بين القيم المرجوة والواقع اليومي. وعبر أغلب المشاركين في الاستطلاع عن عدم رضاهم عن مظاهر عديدة، كضعف الاحترام المتبادل، وغياب النظام، وتدني النظافة، وعدم احترام الفئات الهشة، وهو ما تجسد في تقييمات سلبية غالبة لممارسات يومية شائعة في الأماكن العمومية.
وفي تفاصيل النتائج، عبر 44,4% من المشاركين عن عدم رضاهم عن سلوك المغاربة تجاه جيرانهم، وترتفع النسبة إلى 52,2% من غير الراضين عن طريقة تعامل المغاربة مع النساء في الفضاء العام، كما عبر 47,2% من المشاركين عن عدم رضاهم عن السلوك تجاه الفئات الهشة، وتنخفض نسبة عدم الرضى إلى 18,8% فيما يتعلق باحترام كبار السن ومن هم في وضعية إهاقة، مقابل نسبة رضى تبلغ 43,3%. وفيما يتعلق بالمحافظة على نظافة الأماكن العامة (عدم رمي النفايات)، عبر 73,5% من المشاركين عن عدم رضاهم عن سلوك المغاربة في هذا المجال، كما يرى 66,8% من المشاركين أن سلوك المغاربة لا يحترم الفضاءات الخضراء، وعبر 69,8% من المشاركين عن عدم رضاهم فيما يتعلق بالحفاظ على التجهيزات العامة، ويرفض نصف المستطلعين سلوك المدخنين في الفضاء العمومي. أما فيما يخص احترام المغاربة للمواعيد والالتزام بالوقت، فإن 60,7% من المشاركين غير راضين عن السلوك العام بهذا الخصوص، كما أن46,2% غير راضين عن السلوك العام في احترام الطوابير وانتظار الدور، و 54,8% منزعجون من السلوك في وسائل النقل، و53,5% منزعجون من التحدث بصوت مرتفع بالفضاء العام، و61% يعتبرون أن قانون السير لا يحترم. وسلط الاستطلاع الضوء على شيوع الغش في المعاملات التجارية، حيث اعتبر 83,1% من المشاركين أن الغش في المعاملات التجارية ظاهرة شائعة، كما أكد 87,7% أن المضايقات الصادرة عن حراس السيارات ظاهرة واسعة الانتشار، وه نفس الأمر فيما يتعلق باحتلال الملك العمومي، حيث اعتبر 93,2% من المشاركين أن هذه الظاهرة منتشرة. كما سلط 92,2% من المغاربة الضوء على تفشي آفة التسول واستغلال الأطفال، وأكد 84,4% انتشار الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية في الشوارع، ويرى 85,8% أن الكلاب الضالة جد منتشرة. وأفاد 54,8% من المشاركين أن مستوى التسامح متوسط، بينما عبر 33% عن عدم رضاهم، في حين اعتبر 12,1% أن التسامح مرتفع أو مرتفع جدا. وحول مدى تدخل المواطنين لتصحيح السلوك غير المدني، أجاب 54,2% من المشاركين أنهم اضطروا للتدخل عدة مرات، و37,4% قالوا إنهم تدخلوا نادرا، بينما 8,4% لم يسبق لهم أن تدخلوا أو لا يرون ضرورة لذلك. في حين يرى 52,9% من المشاركين أنهم لا يرون أي جهود حكومية في هذا المجال، و45,2% اعتبروا أن هناك جهودا لكنها غير كافية، بينما 1,9% فقط اعتبروا أن هناك جهودا واضحة وفعالة.