افتتحت، اليوم الأربعاء بفيينا، أشغال مؤتمر دولي حول دور الدين والإعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي، الذي ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، بمشاركة المغرب. وفي كلمة افتتاحية، قال الرئيس النمساوي الأسبق هاينز فيتشر، إن "خطاب الكراهية موجود منذ بداية الإنسانية، لكن اقترانه بالتطور التكنولوجي وتعدد وسائط التواصل الإعلامي والاجتماعي جعله يتخذ أبعادا جديدة قد تؤدي إلى مخاطر أكبر". وأكد فيتشر أن "الحديث عن مناهضة خطاب الكراهية ترتيط بدور ومسؤولية وسائل الإعلام في الجهود المبذولة لتعزيز قيم التسامح والسلام والحوار بين الأديان". وأكد الرئيس النمساوي الأسبق أن "مناهضة خطاب الكراهية مسؤولية كبيرة تجاه الإنسانية من منطلق الالتزام الشخصي وبناء على التزامات دولنا في المواثيق الوطنية والدولية"، داعيا إلى تحديد الخطوات الأولى لمكافحة الظاهرة "من فيينا التي تجمع الشرق والغرب والمؤسسات والقيادات الدينية". من جهته، قال الأمين العام للمركز فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، إن هذا اللقاء الدولي فرصة جديدة لتبادل الأفكار والخبرات حول سبل مكافحة خطاب الكراهية والعنف وفهمه وتحديد مظاهره. وأضاف بن معمر أن مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التسامح والتعايش بين الأديان تستوجب تضافر جهود القيادات الدينية والسياسية والإعلامية والمدنية، كل من موقعه، خاصة من خلال القوانين والتشريعات وضبط دور الإعلام ووسائط التواصل في هذا الإطار. وشدد المتحدث، في هذا السياق، على الدور الهام للإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في جهود مناهضة خطاب الكراهية، "في وقت تزداد فيه حدة الشعبوية والدعاية السياسية والتحريض الإعلامي، وفي عصر بات فيه سوء استخدام التطور الرقمي قوة لتضخيم الكراهية". كما أبرز ضرورة توثيق التعاون في المستقبل مع الأممالمتحدة وباقي المنظمات الدولية الأخرى وكافة الفاعلين من أجل وضع قاعدة صلبة وقارة لمناهضة خطاب الكراهية والعنف بكل أشكاله. ويمثل المغرب في هذا اللقاء الدولي كل من أحمد عبادي الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، وعبد الصمد غازي مدير مركز مسارات للدراسات والأبحاث بالرابطة، ومحمد العاني المدير العام لمركز مؤمنون بلا حدود للدراسات والأبحاث، ومحمد تمسماني عميد كلية أصول الدين بجامعة عبد المالك السعدي بتطوان. ويعرف هذا الحدث مشاركة 200 من القيادات وممثلي المؤسسات الدينية والجهات الحكومية الفاعلة في المجال وممثلي المنظمات الدولية والمدنية، إضافة إلى إعلاميين ونشطاء بوسائل التواصل الاجتماعي وخبراء دوليين. ويتضمن برنامج المؤتمر جلسات عامة وحلقات نقاش حول "جهود الحكومات في مكافحة خطاب الكراهية بأوروبا والمنطقة العربية"، و"دور المؤسسات الدينية والمنظمات القائمة على العقيدة في مكافحة خطاب الكراهية"، و"واجب الرعاية الذي تتقاسمه وسائل الإعلام نحو مكافحة خطاب الكراهية والتربية الدينية".