غريب هو أمر بعض مسؤولي الجماعات المحلية و المشرفين على تدبير الشأن العام بمدن و قرى المملكة، الذين ما أن يستشعروا قرب زيارة عاهل البلاد لمنطقة تابعة لنفودهم الخغرافي، حتى تنطلق الأشعال على قدم و ساق، رغبة منهم في تزييف الواقع المر و الحالة الكارثية التي خلفها الاهمال لسنوات طوال و خوفا من غضبة ملكية قد تطيح بهم من مناصبهم و تفتح النار عليهم. لكتسي المنطقة موضوع الزيارة حلة جديدة : شوارع نظيفة، طرقات معبدة، أرصفة مصبوغة، انارة عمومية جيدة و أشجار مغروسة على جنبات الطريق توحي للناظر من الوهلة الأولى بأن كل شيء على ما يرام أو بلغتنا العامية " العام زين ". لكن للأسف هي صورة مغلوطة و خاطئة أريد لها الظهور للتستر على سوء التدبير و التسيير الذي يطال هاته الجماعات من قبل المسؤوليين عليها، ضاربين عرض الحائط المسؤولية الملقاة على عاتقهم و أمانة هذا الوطن التي تتمثل أساسا في تأدية وظائفهم وفقا لمبادئ الشفافية و قيم الديموقراطية و كذا الاستجابة لحاجيات المواطن و الرقي بجودة الخدمات المقدمة له. وهنا أستحضر قول رسولنا الكريم عليه الصلاة و السلام عبرة لمن يعتبر : " إذا لم تستح فاصنع ماشئت ".