وجدة .. انخفاض الرقم الاستدلالي للأثمان عند الاستهلاك    لحسن السعدي يترأس اجتماع مجلس إدارة مكتب تنمية التعاون    بيت مال القدس تستعرض حصيلة 2025 وتعلن أولويات عمل 2026    الكاف يعلن عن شراكات بث أوروبية قياسية لكأس أمم إفريقيا    توقيف الأستاذة نزهة مجدي بمدينة أولاد تايمة لتنفيذ حكم حبسي مرتبط باحتجاجات "الأساتذة المتعاقدين"    موجة البرد : مؤسسة محمد الخامس للتضامن تطلق عملية إنسانية للأسرة بالحوز    أسماء لمنور تضيء نهائي كأس العرب بأداء النشيد الوطني المغربي    العاصمة الألمانية تسجل أول إصابة بجدري القردة    كالحوت لا يجتمعون إلا في طاجين !        الشرطة الأمريكية تعثر على جثة المشتبه به في تنفيذ عملية إطلاق النار بجامعة براون    البورصة تبدأ التداولات على وقع الأخضر    "فيفا" يعلن تقاسم السعودية والإمارات المركز الثالث في كأس العرب    حمد الله: "الانتقادات زادتني إصرارا على التألق.. والله جلبني لهذه الكأس في سن ال35 ليعوضني عن السنين العجاف مع المنتخب"    تقرير: المغرب من أكثر الدول المستفيدة من برنامج المعدات العسكرية الأمريكية الفائضة    "الصحة العالمية": أكثر من ألف مريض توفوا وهم ينتظرون إجلاءهم من غزة منذ منتصف 2024    رئاسة النيابة العامة تقرر إلزامية الفحص الطبي للموقوفين تعزيزا للحقوق والحريات    زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب أفغانستان    نقابة المكتب الوطني للمطارات تضع خارطة طريق "لإقلاع اجتماعي" يواكب التحولات الهيكلية للمؤسسة    رئاسة النيابة العامة تؤكد إلزامية إخضاع الأشخاص الموقوفين لفحص طبي تعزيزا للحقوق والحريات (بلاغ)    "الكان" يربك حسابات الأندية الأوروبية    جلالة الملك يهنئ أعضاء المنتخب الوطني المغربي الفائز ببطولة كأس العرب    ملك الأردن يقرر منح الجنسية للمدرب جمال السلامي وهذا الأخير يؤكد استمراره مع "النشامى"    استمرار تراجع أسعار النفط للأسبوع الثاني على التوالي    حمداوي: انخراط الدولة المغربية في مسار التطبيع يسير ضد "التاريخ" و"منطق الأشياء"    الرباط تحتضن مقر الأمانة الدائمة للشبكة الإفريقية للوقاية من التعذيب    كيوسك الجمعة | ودائع الأسر المغربية تتجاوز 959 مليار درهم    ترامب يوقف برنامج قرعة "غرين كارد" للمهاجرين    نادي الإعلام والدراسات السياسية بكلية الحقوق المحمدية : ندوة علمية لمناقشة الواقع الإعلامي المغربي    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الجمعة    هياكل علمية جديدة بأكاديمية المملكة    انخفاض الذهب والفضة بعد بيانات التضخم في الولايات المتحدة    المحافظة العقارية ترفع رقم المعاملات    إدارة ترامب تعلّق قرعة "غرين كارد"    فرض رسوم التسجيل في سلك الدكتوراه يثير جدلاً دستورياً وقانونياً داخل البرلمان    انخفاض جديد في أسعار الغازوال والبنزين بمحطات الوقود    طقس الجمعة.. أجواء باردة نسبيا وصقيع بالمرتفعات    البرلماني رفيق بناصر يسائل وزير الصحة حول العرض الصحي بمدينة أزمور والجماعات المجاورة    شبهة تضارب مصالح تُقصي إناث اتحاد طنجة لكرة اليد من قاعات التدريب    معدل ملء حقينة السدود يناهز 33٪    الدولة الاجتماعية والحكومة المغربية، أي تنزيل ؟    أسفي بين الفاجعة وحق المدينة في جبر الضرر الجماعي    الحكومة تُغامر بالحق في الصحة: إصلاح بلا تقييم ولا حوار للمجموعات الصحية الترابية    من هم "الحشاشون" وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟    السعودية تمنع التصوير داخل الحرمين خلال الحج    المهندس المعماري يوسف دنيال: شاب يسكنه شغف المعمار .. الحرص على ربط التراث بالابتكار    منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس انتشار سريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا    7 طرق كي لا يتحوّل تدريس الأطفال إلى حرب يومية    سلالة إنفلونزا جديدة تجتاح نصف الكرة الشمالي... ومنظمة الصحة العالمية تطلق ناقوس الخطر    متحف اللوفر يفتح أبوابه جزئيا رغم تصويت موظفيه على تمديد الإضراب    خبراء التربية يناقشون في الرباط قضايا الخطاب وعلاقته باللسانيات والعلوم المعرفية    الموت يفجع أمينوكس في جدته    مركز وطني للدفاع يواجه "الدرونات" في ألمانيا    الرباط تحتضن مهرجان "أقدم قفطان" .. مسار زي مغربي عابر للأجيال    التحكم في السكر يقلل خطر الوفاة القلبية    استمرار إغلاق مسجد الحسن الثاني بالجديدة بقرار من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وسط دعوات الساكنة عامل الإقليم للتدخل    سوريا الكبرى أم إسرائيل الكبرى؟    الرسالة الملكية توحّد العلماء الأفارقة حول احتفاء تاريخي بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بوخبزة.. سِيرة عالِمٍ ألَّف عشرات المجلدات وناضل ضد الاستعمار عزلته “الأوقاف” بعد نصف قرن من الخطابة (بورتريه) توفي بتطوان عن سن ال88 عاما
نشر في العمق المغربي يوم 31 - 01 - 2020

“3 أيام فقط قبل مرضه الأخير، كان قد أنهى قراءة 20 جزءا من كتاب “البداية والنهاية” لابن كثير، كان ينهل من العلم دون كلل أو تعب ولا يجد راحته إلا مع صديقه الكتاب”، هكذا لخصت سيدة من عائلة الشيخ العلامة محمد بن الأمين بوخبزة، في حديث لجريدة “العمق”، سيرة واحد من أبرز العلماء المحدثين والمحققين في العلوم الشرعية بالمغرب والعالم الإسلامي.
فصباح أمس الخميس 30 يناير 2020، فاضت روح الشيخ بوخبزة بقسم الإنعاش بإحدى المصحات الخاصة بمدينة تطوان، بعدما نُقل إليها في حالة جد حرجة قبل عشرة أيام، تاركا وارءه عشرات الكتب والمجلدات والمخطوطات التي قضى معظم فترات حياته في تأليفها (عاش 88 عاما)، كما تخرج على يديه مئات من طلاب العلم الشرعي من مختلف دول العالم، منهم علماء ودعاة.
وفاة الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة بمصحة بتطوان (صور)
اقرأ أيضا
ومباشرة بعد إعلان وفاة الشيخ بوخبزة، تقاطر المئات من محبيه وأقاربه على منزله بمدينة تطوان لتقديم التعازي لأسرته، فيما امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب بعبارات النعي والتعزية، كما نعاه علماء ومفكرون من عدة دول، على رأسهم أحمد الريسوني رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية المصري السلفي أبو إسحاق الحويني، والداعية الموريتاني حسن الددو، والداعية البحيرني حسن الحسيني وآخرون.
سيرة حافلة
سيرة الشيخ بوخبزة كانت حافلة بالعطاء العلمي والنضال السياسي منذ فترة الاستعمار إلى آخر لحظات عمره، فالراحل مارس الصحافة قبل استقلال المغرب وأصدر جرائد ومجلات سخرها لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة والتضييق عليهم وكاد بسببها أن يُسجن، قبل أن يتفرغ للكتابة والتأليف في العلوم الشرعية، ويُعتبر من العلماء المشهود لهم بالإحاطة الواسعة بمحتويات خزائن الكتب العربية الإسلامية القديمة والحديثة.
أمضى الشيخ زُهاء 53 عاما من حياته في الخطابة الدينية، كانت خلالها المساجد التي يقيم بها دروسه وخطبه بتطوان تكتظ بالراغبين في الأخذ من علمه وأجوبته على إشكالات الناس الدينية، خاصة مسجد “العيون” بالمدينة العتيقة، غير أن مساره في الخطابة انتهى بقرار لوزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الراحل عبد الكبير العلوي المدغري جاء فيه: “أنت موقوف عن كل نشاط ديني”، حسب ما صرح به بوخبزة.
بوخبزة الذي أسس معهد الإمام أبي القاسم الشاطبي بتطوان لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه الذي يتخرج منه سنويا مئات الطلبة من حاملي القرآن، بلغ صيته مختلف البلاد نظرا لاعتماد عدد من العلماء والدعاة على مؤلفاته، إذ يُعد من النوادر في قوة الذاكرة وسرعة الحفظ والصبر على الكتابة والمطالعة.
يقول الفقيه أحمد الريسوني في نعي بوخبزة: “فقد المغرب والأمة الإسلامية أحد العلماء الأجلاء الأبرار والزهاد الأخيار، وهو العلامة محمد بن الأمين بوخبزة (أبو أويس)، الذي وافاه الأجل المحتوم بمدينته تطوان. الفقيد الكبير كان، منذ عشرات السنين، قبلة للعلماء والباحثين والمحققين، من المغرب والمشرق، يزورونه وينهلون من علومه، ويتباحثون معه في مختلف القضايا العلمية، وخاصة في مجال المخطوطات".
النشأة
وُلد الشيخ بوخبزة شهر يوليوز سنة 1932 بدرب “الجُعَيْدي” بحي العيون بمدينة تطوان، وهي المدينة التي ظل يعيش بها إلى أن فارق الحياة صباح الخميس 20 يناير 2020، حيث نشأ وترعرع في أحضان أسرة متدينة وعالمة ومحافظة، وكان هو رابع إخوته، إذ درس في المسجد “المسيد” منذ صغره وتلقى فيه مبادئ القراءة والكتابة والحساب والدين وبعض قصار السور.
الريسوني ينعي بوخبزة: كان قبلة للعلماء والباحثين والمحققين من كل العالم
اقرأ أيضا
أتم بعدها الشيخ حفظ القرآن الكريم كاملا، ثم عدد من المتون الدينية ك”الأجرومية” و”المرشد المعين على الضروري من علوم الدين”، و”الخلاصة” وهي ألفية ابن مالك، وبعض مختصر خليل في الفقه المالكي، قبل أن يلتحق بالمعهد الديني بالجامع الكبير الذي مكث فيه نحو عامين، تلقى خلاله دروسا نظامية مختلفة في التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو والبلاغة على يد ثلة من العلماء الذي عاصرهم.
ومن بين الشيوخ الذين تتلمذ على أيديهم بوخبزة، وفق مذكراته، محمد بن عبد الصمد التُّجكاني، محمد بن عبد الكريم أًقَلعي، ومحمد بن عبد الله القاسمي، العربي بن علي اللُّوهْ (الوزير في الحكومة الخليفية إبان الاستعمار)، محمد بن حمو البقالي الأحمدي، محمد المصمودي، التهامي المؤذن الغرباوي، محمد الزكي الحراق السَّرِيفي، أحمد القْصِيبي الأَنجري، عمر الجَيّدي الغُماري، وغيرهم.
يقول الشيخ الأمين بوخبزة في مذكراته: “في فاتح رجب 1367 هجرية، توفي والدي رحمه الله ففُتّ في عضدي، وخمدت جذوة نشاطي، وتأخرت عن كثير من دروسي انشغالا بالعيش وحل المشاكل المخلفة، وسعيا على الوالدة والإخوان، ولم أنقطع قط عن الدراسة والمطالعة واقتناء الكتب ودارسة إخواني الطلبة الأدب والعلم”.
ويضيف: “وفي نحو عام 1370 هجرية زرت مدينة فاس ومكثت بها أياما أخذت فيها دروسا على الفقيه الشهير محمد بن العربي العلَوي بالقرويين في أحكام القرآن لابن العربي، وبعد ذلك عرض علي الفقيه القاضي الحاج أحمد بن تاوَيْت رحمه الله العمل معه كاتبا بعد أن عينته وزارة العدل قاضيا ثانيا عند اتساع العمران، وازدحام السكان، فأنشأت محكمة شرعية أخرى بحي العيون غربي الجامع، فقبلت وعملت معه كاتبا”.
نضال صحافي ضد الاستعمار الإسباني
ووفق مذكرات بوخبزة التي اطلعت عليها جريدة “العمق”، فقد بدأت مسيرة الراحل في الكتابة من خلال المقالات الثقافية والأدبية، حيث أصدر سنتين قبل استقلال المغرب، مجلة باسم “الحديقة”، كانت أدبية ثقافية وعاشت خمسة أشهر، وكانت بمثابة مجلة الطلبة الوحيدة في شمال المغرب، حيث كان ينشر فيها نجباء الطلبة وكتابهم وشعراؤهم وقصاصوهم.
يقول بوخبزة في مذكراته: “كنتُ قبل ذلك أصدرت بالمعهد الديني أول مجلة خطية باسم “أفكار الشباب” كنا نكتب منها نسختين أو ثلاثة يتداول الطلبة قراءتها، وبعد خروجي من المعهد اتصل بي جماعة من الطلبة وعرضوا علي المشاركة في نشاطهم الثقافي، وكان يتولى إدارة المعهد يومئذ أستاذ متعاون مع الإدارة الإسبانية، فأوجس خيفة من نشاطنا، وبث حولنا عيونه”.
وتابع قوله: “كنت أصدرت جريدة “البرهان” خطية لانتقاد سياسة الاستعمار الإسباني في التعليم واضطهاد الطلبة، والتضييق عليهم، ولم يصدر منها إلا عدد أول، فكتب مدير المعهد رسائل إلى رئيس الاستعلامات الإسباني (بِلْدا) يُخبره فيها باستفحال نشاط الطلبة السياسي وصدور الجريدة وما يكتُب فيها فلان -يعنيني- وهو غير طالب بالمعهد ومتهم بالوطنية من مقالات تمس سياسة إسبانيا”.
وكشف بوخبزة أنه جرى استدعاءه من طرف الإدارة الإسبانية، قائلا: “استدعِيتُ ونالني من السب والشتم والتهديد والأذية ما قرت به عين سيادة المدير للمعهد الديني الإسلامي وأذنابه، ولما أيِسَ هذا المدير “الأمين التمسماني” من انتقام الإدارة الإسبانية منا، كتب إلى الباشا اليزيد بن صالح الغُماري، بمثل ما كتب به إلى “بِلدا”، فسألني الباشا عن التهمة فأجبته بأن رئيس الاستخبارات الإسباني سبقه إلى التحقيق في هذه القضية ولم يجد شيئا، فغضب الباشا واحتدّ، وأمر بنا إلى السجن لولا تدخلُّ بعض الناس”.
وأضاف: “من عجيب صنع الله أن هذا الباشا اضطُرّ إلى الوقوف بباب مكتبي بالمحكمة بعد عزله في أول عهد الاستقلال فلم أعامله بالمثل، ثم تنبهت إلى أن مكتبه الذي هددني وهو خلفه هو المكتب الذي خاطبته من ورائه بعد أن احتاج إليّ، ولله في خلقه شؤون”، وفق تعبيره.
في حالة حرجة جدا .. نقل الشيخ بوخبزة إلى قسم الإنعاش بتطوان
اقرأ أيضا
غير أن الشيخ انطقع عن الصحافة وعن كل نشاط من هذا القبيل، وانكب على التدريس والكتابة ونشر مقالات كثيرة في عدة صحف ومجلات كمجلة “لسان الدين” التي كان يصدرها الدكتور الهلالي بتطوان وبعد عبد الله كنّون، ثم مجلة “النصر” و”النبراس” وجريدة “النور” وغيرها، كما نظم قصائد وأنظاما كثيرة معظمها في الإخوانيات ضاع أكثرها، “لأني كنت أضمنها رسائل وأجوبة للإخوان ولا أحتفظ بنسخها، ولدي كنانيشُ فيها تقاييد ومختارات ومقطوعات لا يجمعها نظام ولا يضمها باب”.
“العزل” و”المنع” ..
الشيخ بوخبزة كان قد كشف أن وزير الأوقاف السابق عبد الكبير العلوي المدغري أرسل إليه قرارا بعزله من الخطابة بعدما قضى 53 عاما خطيبا بمسجد "العيون" بتطوان، إضافة إلى إلقائه الدروس والمواعظ بمساجد المدينة، حيث كانت دروسه تعرف حضورا مكثفا.
وأوضح في هذا الصدد بالقول: "الوزير أرسل إلي قرار الإعفاء عبر ناظر وزارة الأوقاف الذي كان برفقته رجل أمن، وجاء في القرار المكتوب: أنت موقوف عن كل نشاط ديني، فتساءلت مع الناظر بالقول: وهل يُسمح لي بإقامة الصلاة أيضا لأنها نشاط ديني؟"، وفق تعبيره.
وعن أسباب العزل، أوضح بوخبزة أنه راجع لبيان وقعه إلى جانب 17 داعية مغربي، من بينهم حسن الكتاني والحدوشي وأبو حفص، يستنكرون فيه تأييد الحكومة المغربية للتدخل الأمريكي في أفغانستان، قائلا: “البيان الذي نُشر في الصحف أقام شوشرة وبدؤوا يترصدون الموقعين ويُرهبُونهم ويلزمونهم بالتراجع عنه، حيث هددونا، وحين رفضتُ عدم التراجع عزلوني من الخطابة، بعدها جاء المجلس العلمي وقال إنني لا ألتزم بخطوطهم”.
ومنذ عزله أصبح منزل الشيخ بوخبزة بحي سيدي طلحة بتطوان، قبلة لطلبة العلم وللسائلين عن فتاوى لأمور دينهم، حيث كان يستقبل مختلف الوافدين إليه في مكتبة ضخمة بمنزله، تضم مختلف صنوف المؤلفات الدينية والشعرية والأدبية والثقافية التي قرأها وألفها الشيخ الراحل، وكان من بين زواره دعاة من العالم الإسلامي، منهم الشيخ المصري أبو إسحاق الحويني، والداعية السعودي محمد العريفي، واللذان أخذا عن بوخبزة “إجازة” التتلمُذِ على يديه.
بعد خروجه الإعلامي .. السلطات تمنع زيارة الشيخ بوخبزة بتطوان (فيديو)
اقرأ أيضا
وخلال شهر ماي 2019، أفاد مصدر من عائلة الشيخ بوخبزة لجريدة “العمق”، أن سلطات مدينة تطوان منعت محبي وتلامذة الشيخ من زيارته داخل منزله، بعدما كان يزوره طلاب العلم الشرعي من مختلف دول العالم طيلة سنوات، حيث أوضح المصدر أن السلطات طالبت عائلة بوخبزة بعدم استقبال أي زائر سواء من داخل المغرب أو خارجه، دون توضيح الأسباب، مشيرا إلى أن قرار منع الزيارة كان شفويا وليس كتابيا.
وأضاف المصدر ذاته، أن هذا القرار جاء بعد أيام من الخروج الإعلامي للشيخ بوخبزة، كشف فيه طريقة إعفائه عن الخطابة بتطوان، وانتقد فيها بشكل لاذع سياسة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق.
وفي آخر ظهور إعلامي له، أوصى الشيخ بوخبزة الشباب بالالتزام بالاستقامة وتقوى الله والحفاظ على الأخلاق الإسلامية وتفسير القرآن ودراسة السنة، معتبرا أن تلك هي “حياة القلوب”.
كما أوضح في جوابه على سؤال عن الأخلاق التي يجب أن يتصف بها الطلبة، قائلا: “الاعتدال وعدمَ الغلُو، فإذا عَلم الطالب أن شيخَه وغيره من العلماء غيرُ معصومين، وأنه يُتوقع منهم الخطأُ والجهلُ والنسيان، وربما تَبدُر منهم بوادرُ لا يجوز السكوتُ عنها، ففي هذه الحالة يَجب الجهرُ بالحق والتنبيهُ على الخطأ، مع مراعاة الحمد والأدب، أما إذا كان الطالبُ ينظر إلى شيخه نظرةَ تقديس، وأنه فوق النقد اللاّزم، فهذا قد اختار الضلال ونالتْه لوثةُ صوفية”.
مؤلفاته
ألَّف الشيخ بوخبزة أزيد من 30 مؤلفا ما بين كتاب ومجلد ومخطوط محقق، من بينهما مؤلف كتبه في 15 مجلدا، وآخر في 14، وثالث في 13 مجلدا، وكُتب أخرى في أجزاء، أغلبها كان في علوم الحديث وتفسير القرآن وأحكامه، وفيما يلي بعض مؤلفات الشيخ الراحل التي رصدتها جريدة “العمق” انطلاقا من مذكراته:
مؤلفاته
– جراب الأديب السائح، في 15 مجلدا.
– الشذرات الذهبية في السيرة النبوية.
– صحيفة سوابق وجريدة بوائق، من جزئين.
– فتح العلي القدير في التفسير (وهو تفسير لبعض سور القرآن الكريم).
– نظرات في تاريخ المذاهب الإسلامية.
– ملامح من تاريخ علم الحديث بالمغرب.
– نشر الإعلام بمروق الكرفطي من الإسلام.
– الأدلة المحررة على تحريم الصلاة في المقبرة.
– أربعون حديثا نبوية في نهي عن الصلاة على القبور واتخادها مساجد وبطلان الصلاة فيها.
– دروس في أحكام القرآن من سورة البقرة.
– نقل النديم وسلوان الكظيم.
– رونق القرطاس ومجلب الإيناس .
– تحصين الجوانح من سموم السوائح (وهي تعقيبات على رسالة السوائح لعبد العزيز بن الصديق).
– إبراز الشناعة المتجلية في المساعي الحميدة في استنباط مشروعية الذكر جماعة.
– ديوان الخطب.
– النقد النزيه لكتاب تراث المغاربة في الحديث وعلومه.
– الجواب المفيد للسائل والمستفيد (باشتراك مع الشيخ أحمد بن الصديق).
– تعليقات وتعقيبات على الأمالي المستظرفة على الرسالة المستطرفة للشيخ ابن الصديق الغماري.
– استدراك على معجم المفسرين، طبع في بيروت من جزئين بعد أن تصرف فيه، نشرته المنظمة الإسلامية.
– عجوة وحشف.
– رحلاتي الحجازية.
– إيثار الكرام بحواشي بلوغ المرام.
– التوضيحات لما في البردة والهمزية من المخالفات.
تحقيقاته:
– تحقيق جزء من التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد للحافظ ابن عبد البر النمري.
– تحقيق أجزاء من الذخيرة للقرافي المالكي، طبع في 13 مجلدا.
– تحقيق أربعون حديثا في الجهاد لعلي بركة الأندلسي.
– تحقيق الرسالة الوجيزة المحررة في أن التجارة إلى أرض الحرب وبعث المال إليها ليس من فعل البررة للفقيه محمد الرهوني.
– تحقيق وصية بن عمار الكلاعي لإبنه.
– تعليق على الرائية لإبن المقرئ اليمني في الرد على الاتحاديين.
– تحقيق جزء من النوادر والزيادات لابن أبي زيد القيرواني، طبع في 14 مجلدا.
– فهرس مخطوطات خزانة تطوان.
– تحقيق شهادة اللفيف لأبي حامد العربي الفاسي.
– تحقيق شرح القاضي عبد الوهّاب على الرسالة لإبن أبي زيد القيرواني.
– تحقيق سراج المهتدين لإبن العربي المعافري.
جاري النشر… شكرا على التعليق, سيتم النشر بعد المراجعة خطأ في إرسال التعليق المرجو إعادة المحاولة
1. الشيخ بوخبزة
2. المغرب
3. تطوان
4. جنازة
5. عالم
6. محمد بن الأمين بوخبزة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.