خبير قانوني دولي: مساعدات الملك محمد السادس لغزة تجسد تضامن المغرب الدائم مع الفلسطينيين    إسرائيل تعلن اتخاذ الخطوات الأولى في العملية العسكرية بمدينة غزة    خبير سياسي إسباني: مبادرة ملكية جديدة تعكس ريادة المغرب في دعم غزة    مطلوب من الأنتربول.. أجهزة الأمن المغربية تعتقل دنماركي من أصول فلسطينية    طائرات مغربية تشارك في إخماد الحرائق بإسبانيا    أوزين للحكومة: مليون مغربي سيحرمون من دراجاتهم بسبب المسطرة الجديدة للمراقبة... وعلى الحكومة أن تحميهم    مدينة تمارة تحتضن أضخم حدث فني هذا الصيف    قمة "تيكاد 9".. المغرب يعزز موقعه الاستراتيجي والجزائر تواجه عزلة دبلوماسية متزايدة        اعتماد الانتقاء عبر الملفات بدل الامتحانات في ولوج الماستر    الخميس تحت الشمس والغيوم.. حرارة مرتفعة وأمطار متفرقة        الرابور مورو يحيي حفل ضخم بالبيضاء بشبابيك مغلقة    تعيين سيدي معاد شيخًا للطريقة البودشيشية: إرادة مولوية سامية ورؤية ربانية    سامويل ولُولي... حين قادهم الطريق إلى بيت الجار            إطلاق ميزة الدبلجة الصوتية بالذكاء الاصطناعي في "فيسبوك" و"إنستغرام"    تحقيق بفرنسا إثر وفاة مدوّن فيديو    توجيهات جديدة لضمان التطبيق السليم للعقوبات البديلة في المغرب    حجز عجول بميناء طنجة .. ومستوردون يوقفون الاستيراد بسبب الرسوم    الملك يهنئ هنغاريا بالعيد الوطني    البيت الأبيض يطلق حسابه الرسمي على منصة "تيك توك" الصينية    إيران تهدد باستخدام صواريخ جديدة    أوروبا تسجل رقماً قياسياً في إصابات الأمراض المنقولة عن طريق البعوض        مقاولات المغرب الصغرى والمتوسطة "تحت رحمة" الأزمة: 90% منها لا تجد تمويلا بنكيا        دراسة: أجهزة السمع تقلل خطر الخرف لدى كبار السن بنسبة تفوق 60%    تقرير: ثلث شباب المغرب عاطلون والقطاع غير المهيكل يبتلع فرص الشغل    شباب الريف الحسيمي يواصل تعزيز صفوفه بتعاقدات جديدة            إطلاق فيديو كليب "رمشا الكحولي" بتوقيع المخرج علي رشاد        للمرة الثالثة: الموقف الياباني من البوليساريو يصفع الجزائر وصنيعتها.. دلالات استراتيجية وانتصار دبلوماسي جديد للمغرب    مدرب تنزانيا: مواجهة المغرب في الشان مهمة معقدة أمام خصم يملك خبرة كبيرة    أمين عدلي ينتقل إلى الدوري الإنجليزي في صفقة ضخمة    إيزاك يخرج عن صمته: "فقدت الثقة بنيوكاسل ولا يمكن للعلاقة أن تستمر"        تمهيدا لتشغيل الميناء.. إطلاق دراسة لاستشراف احتياجات السكن في الناظور والدريوش    مبابي يقود ريال مدريد لتحقيق أول انتصار في الموسم الجديد    المغرب يعزز مكانته كقوة إقليمية في قلب التنافس الدولي بالصحراء والساحل    اختتام فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفن المعاصر بمدينة ميدلت    حجز 14 طنا من البطاطس بتطوان قبل توجيهها للبيع لانعدام شروط النظافة والسلامة    البطولة الإحترافية 2025/2026: المرشحون والوجوه الجديدة ومباريات الجولة الأولى في إعلان MelBet    بدر لحريزي يفوز بمنصب ممثل كرة القدم النسوية في عصبة الرباط سلا القنيطرة    تكريمات تسعد مقاومين في خريبكة    المركز الفرنسي للسينما يكرّم المخرجة المغربية جنيني ضمن سلسلة "الرائدات"    10 أعمال مغربية ضمن قائمة ال9 لأفضل الأعمال في جائزة كتارا للرواية العربية    وزارة الصحة تطلق صفقة ضخمة تتجاوز 100 مليون درهم لتعزيز قدرات التشخيص الوبائي    دراسة: المعمرون فوق المئة أقل عرضة للإصابة بالأمراض المتعددة    خبيرة أمريكية تكشف مدة النوم الضرورية للأطفال للتركيز والتفوق    "بعيونهم.. نفهم الظلم"    بطاقة «نسك» لمطاردة الحجاج غير الشرعيين وتنظيم الزيارات .. طريق الله الإلكترونية    هنا جبل أحد.. لولا هؤلاء المدفونون هنا في مقبرة مغبرة، لما كان هذا الدين    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



منطلقات طالب العلم الشرعي
نشر في العمق المغربي يوم 13 - 06 - 2022


(1) :
جميل أن يتفقه طالب العلم الشرعي في دينه و أن يعرف المعلوم من الدين بالضرورة، وبحكم وجود كتب كثيرة في العقيدة الإسلامية أو علم التوحيد،وفي العبادات و المعاملات فعليه أن يبدأ بالكتب السهلة التي لا يوجد فيها كثرة الاختلاف بين علماء الدين،ولا بأس أن يبدأ طلبه للعلم بحفظ بعض سور القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الصحيحة،كما أن حضوره لمجالس العلم واستماعه الكثير للدروس ،و المحاضرات سيزيده علما وأدبا، وتخلقا بأخلاق الإسلام،وإذا أكمل دراسته فسيعينه ذلك على إيجاد عمل في المستقبل، وعلى فهم دينه بشكل جيد خصوصا إذا تسجل في التخصص الذي يميل إليه ويحبه في الجامعة. كلما قرأ الكتب الدينية البسيطة والسهلة في العقيدة الإسلامية،و تدرج في فهم جمالية الدين الاسلامي فسيحبه،وسيدعوه ذلك للتعرف عليه أكثر، أكيد أن طالب العلم الشرعي يقتدي بالعلماء الذين يتصفون بالوسطية والاعتدال،والذين قضوا حياتهم في التربية والجهاد بالكلمةوالدعوة إلى الله،والذين يخشون الله و لا يخافون في الله لومة لائم،وجميل أن تكون ثقافة طالب العلم الشرعي واسعة بالإطلاع على الأدب الإسلامي بقراءة روايات راقية، كما أن اطلاعه على الشعر المقفى لرواد هذا الشعر خاصة من يدعون لمكارم الأخلاق وعلو الهمة،وجميل أن يقرأ بعض كتب علماء الإسلام سواء في الماضي البعيدمثل كتب ابن قيم الجوزية وابن تيمية أو العلماء المعاصرين مثل د.يوسف القرضاوي والشيخ محمد الغزالي رحمه الله..يحتاج طالب العلم الشرعي المبتدئ أن يبتعد عن اقتراف الذنوب و المعاصي والمحرمات ليفتح الله له من علمه الواسع قال الإمام الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال إن العلم نور *** ونور الله لا يهدى لعاصي
كما أن المحافظة على الفرائض والتقرب إلى الله بنوافل الصلاة والصيام ،والصدقة يساعد طالب العلم الشرعي على توفيق الله له لأن الهدف من العلم هو العمل به...عندما يكون طالب العلم الشرعي متوازنا نفسيا،ومنفتحا على محيطه فيمكنه أن يستفيد من خبرة وتجربة الدعاة إلى الله وفي تخصصاتهم بحضور دروسهم ومحاضراتهم وخطبهم...
كما أن اطلاعه الواسع على الأمور التي تشغل باله يجعله يدرك تفاصيلها،ويمكنه أن يجد حلولا لمشاكل أبناء مجتمعه بعد معرفة العلل التي يشكو منها هؤلاء،ويمكنه نشر المعرفة الاسلامية بتقاسمها مع أصدقائه،وفتح نقاشات جادة حول عدة مواضيع ٱنية-بصراحة- إذ لا حياء في العلم...جميل أن يطلع طالب العلم الشرعي على كتب إسلامية مثل كتيب:" وجود الله" للدكتور يوسف القرضاوي وغيره، وكتب غربية مترجمة إلى العربية مثل " العلم يدعو إلى الإيمان" لكريسي موريسون وغيره..وكلما قوى طالب العلم الشرعي علاقاته مع النخبة المتعلمة والمثقفة، والجادة في المجتمع فسيستفيد من خبراتهم وتجاربهم،ومهاراتهم في الحياة.. أكيد أن طالب العلم الشرعي يبغي التميز من وراء تعلمه وقراءاته،وكلما نظم وقته،واغتنمه في التعلم على أعلى مستوى فسيفتح الله له من علمه الواسع،كما عليه أن يعرض عن الفارغين والأصفار والنكرات ،و تجار الرذيلة ورفقاء السوءليسلم دينه وعرضه..جميل أن يرفع طالب العلم الشرعي سقف طموحه وأن يعلي همته،وأن يقتدي بالانبياء والصحابة والتابعين وكل الناجحين في حياتهم،وعليه ألا يضيع وقته في لاشيء،طالب العلم الشرعي يكون جادا وراقي التفكير، ويسمع للآخرين جيدا ويفقه أدبيات الحوار والتواصل معهم ويكون خفيف الظل وبشوش، همه أن يرضى الله عنه.جميل أن يطلع طالب العلم الشرعي على كتب في العبادات ليعرف كيف يعبد ربه،وأن يطلع بالتدرج على كتب في المعاملات وفي القيم والأخلاق،وعليه أن يقرأ الكتب الإسلامية السهلةوالتي لا خلاف ولا تعقيد فيها ليفهمها بسرعة،و كلماالتزم بأحكام الدين الاسلامي ،وشارك المعرفة الاسلامية مع غيره،ودعا الآخرين إلى الله فسيزيده الله هدى ونور قال الله تعالى:" والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم"،وقال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" بلغوا عني ولو ٱية"،يحرص طالب العلم الشرعي على العمل بالقرآن الكريم ويقرأ تفسير سهل للقرآن الكريم مثل صفوة التفاسير لعلي الصابوني ،ويقرا في كتاب سهل في السيرة النبوية مثل كتيب السيرة النبوية دروس وعبر لمصطفى السباعي رحمه الله،وحياة طالب العلم الشرعي مليئة بالاعمال الصالحة،ويذكر الله كثيرا ويدعوه باستمرار وشعاره في الحياة:" إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" لذلك فهو لا يجامل أحدا على حساب المبادئ ،والقيم والأخلاق،ويتعلم بعض قواعد التجويد،ويتعاون مع غيره لخدمة الدين الاسلامي عبر بعض الجمعيات الدعوية والتربوية...
منطلقات طالب العلم الشرعي (2) :
بعد أن يحفظ طالب العلم الشرعي بعض سور القرآن الكريم وبعض الأحاديث النبوية الصحيحة ويعمل بما تعلمه من علوم إسلامية ومعارف يصبح مؤهلا لإجراء حوارات و نقاشات جادة ومفيدة في مجالس العلم مع أقرانه،وكلما كتب في مذكرة ما يسمعه من معلومات،وأفكار جديدة فسيستقر ذلك في ذهنه..
وكلما أدمن على قراءة الكتب الإسلامية السهلة،والخالية من كثرة الاختلاف،والتعقيد فسيفهم دينه الاسلامي بشكل جيد،أكيد أن التفقه في الدين يبدأ بتعلم الكليات الأساسية في الدين وفي الشريعة الإسلامية، ويعلم طالب العلم الشرعي أن الإسلام يحث على استخدام العقل ويحارب التقليد، ويدعو إلى النباهةوالذكاء لذلك تجده يقرأ كثيرا حول ما استشكل عليه ليفهمه بدقة،وكلما قرأ عدة كتب حول موضوع واحد فسيصبح مؤهلا ليتحدث عنه بعفوية، وبدون ورقة إذ سيتوفر حينذاك على حجج،وأدلة كثيرة فهمها مما سبق أن قرأه وستسعفه في الوقت المناسب( في النقاش)..
عندما يضع طالب العلم الشرعي ما يعرفه في نقطة الفعل فسيتقدم نحو الله بثبات لأن الهدف من العلم هو العمل ،والله يحب الإنسان العملي وليس كثير الكلام بدون عمل . عندما يقرأ طالب العلم الشرعي سير الأنبياء بالتفصيل ويعرف حياة الصحابة ،ويقتدي بهم في عبادتهم وصلاحهم وإخلاصهم وخوفهم من الله،فسيرتقي إيمانيا بعد أن يقوي علم التوحيد( العقيدة الإسلامية) في قلبه،كما أن مراقبته لله وتعظيمه لأوامر الله،ونواهيه ستجعله محافظا على الفرائض مبتعدا عن النواهي
،ويتقرب إلى الله بالنوافل باستمرار كي يحبه الله..وهو يطلب العلم النافع الذي يورث العمل الصالح فإنه سيتعرف على جلساء صالحين همهم أن يطيعوا الله،وأن يتدارسوا معه القرآن الكريم، والسنة النبوية في مجالس للعلم،أكيد أن طالب العلم الشرعي وسطي ومعتدل وعابد لله،وكثير العمل الصالح وقليل الكلام ولا يتكلم إلا فيما يعنيه،ويستبشر خيرا كلما حفظ النصوص القرآنية والسنية أكثر وعمل بما فيهما من أحكام و تشريعات،كمايحب تبادل المعرفة والثقافة الاسلامية مع إخوانه المتدينين إذ هو واحد منهم ويتعامل معهم..يحرص طالب العلم الشرعي على التوسط في الأكل والشرب،واللباس لأنه من وراث النبوة فهو نذر نفسه للتفقه في الدين،وتعلم تفاصيل العلم الشرعي..ويعلم يقينا أنه يسير في طريق ليست مفروشة بالورود،وبها أشواك المطامح والمطامع قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" حفت الجنة بالمكاره"،ويحرص طالب العلم الشرعي على مجاهدة نفسه،و تطهيرها من النقائص والعيوب والرذائل، ويزرع فيها الخصال الحميدة، والفضائل والأخلاق الحسنة ومراقبة الله،لذلك فهو يذكر الله ويدعوه ويتوب إليه،ويستغفره ويقرأ القرآن الكريم كثيرا دون ملل وهدفه أن يرضى الله عنه.. وأن يكون عابدا لله وليس عابثا،لطالب العلم الشرعي امنيات كثيرة منها حفظ القرآن الكريم كاملا،وحفظ أحاديث نبوية صحيحة كثيرة جدا،ويحب أن يكون صالحا مصلحا ،و يعمل بما يقوله لذلك فهو حريص أن يعمل بما يقوله وبما يحدث الآخرين به.أغلب المتدينين عندما استقاموا على دين الله بدأوا يطلبون العلم الشرعي ليعرفوا حقوقهم،و واجباتهم الدينية والدنيوية،وتعلموا أمورا كثيرة في دينهم بفضل حضورهم لمجالس العلم، وإلقائهم دروسا دينية مرارا بعد الإعداد الجيد لها..الحمد لله ذلك دفعهم للعمل الصالح وفعل الطاعات واجتناب المحرمات،والمسارعة إلى الخيرات،والتورع عن الشبهات فصححوا مسار حياتهم بصدق وإخلاص،وصاحبوا المؤمنين سنوات طويلة جدا فصنعهم الله على عينه،فأصبحوا يأمرون بالمعروف" بمعروف"،وينهون عن المنكر" بدون منكر" بالرفق و بالتي هي أحسن،فصالحوا كثيرا من الناس مع خالقهم،ولهم الأجر والثواب،وطالب العلم الشرعي يتعلم من جميع التجارب الإصلاحية سواء المتعلقة بالنفس أو بالمجتمع ..
منطلقات طالب العلم الشرعي (3) :
كان طالب العلم الشرعي يحفظ القرآن الكريم في اللوح في الماضي،ولا بأس أن يحفظه حاليا في أوراق ،وكلما صلى النوافل بما حفظه فسيكون ذلك عاملا مساعدا على تثبيت الحفظ،وكلما اختار طالب العلم الشرعي رفقة صالحة يتعلم معهم فذلك سيعينه على التنافس معهم على تعميق طلبه للعلم وقراءته في أمهات الكتب الإسلامية مثل سير أعلام النبلاء ومدارج السالكين وزاد المعاد،و قراءته للكتب بالتأني أدعى لفهمها، وعلو همته وكبر طموحه سيدفعانه لإكمال الدراسة في الجامعة،بحيث سيتعلم منهجية البحث في العلوم الشرعية، وكلما اجتهد أكثر فسيكون فاعلا و مؤثرا في واقعه،كما أن تلقيه للعلوم والمعارف من طرف أساتذة جامعيين متمكنين سيفتح عينيه أكثر ،وسيدله ذلك على إكمال دراسته في تخصصه.. الإنسان مهماقرأ من الكتب ومهما تعلم فإنه لا يشبع من طلب العلم ومن التعلم،وكلما قرأ طالب العلم الشرعي مئات الكتب في تخصصه فسيحيط به علما وخبرة،والذي سينمي العلم الذي طلبه هو العمل بما يعلم والإخلاص في القول والعمل.
الحياة صعبةجدا وتميت الضعفاء قهرا والقوة مطلوبة في الحياة ومن أسباب القوة عند طالب العلم الشرعي أن يكمل دراسته إلى النهاية،وأن يحصل على عدة دبلومات وشواهد تساعده على توفير جميع متطلبات حياته المعيشية حتى لا يكون عالة على غيره،و إذا تعلم عدة مهارات وعزز قدراته،وطور ذاته فسيكون مؤهلا للنجاح في بعض الامتحانات للولوج لسوق الشغل مثل امتحان أساتذة أطر الأكاديميات أو فقيه-خطيب.. إلخ من الصفات الجيدة التي يجب أن يتحلى بها طالب العلم الشرعي المبادرة لفعل الخير، وللتقرب إلى الله بالاعمال الصالحة،وأن يبتعد عن الخلاف ومجادلة الآخرين،وأن يعرض عن اللغو وأن ينتقي جلساءه،وأكيد أنه سيفرح كلما حقق نجاحات وانتصارات في حياته وينشرح صدره لمزيد من التعلم، والدراسة والاجتهاد فيحاول أن يمتلك عقلا نقديا،ويكون عابدا لله جادا في كل أموره،وليس عابثا لذلك فلا ينبغي أن يضيع وقته في الأمور التافهة مثل اللهو واللعب..
أكيد أن طالب العلم الشرعي بعد حفظه لبعض أجزاءالقرآن الكريم وبعد تفقهه في الدين فإنه يتعلم مرتكزات الخطابة الناجحة بحكم أنه قد يصبح خطيب جمعة،و
يمكن أن يلقي الدروس في المساجد لذلك فكلما تعلم كيفية إلقاء خطبة،ودرس دينيان بالتفصيل،وقام بالتطبيق العملي لذلك فسيفيده ذلك أكيد في واقع حياته عند الممارسة، أغلب الفقهاء الذين طلبوا العلم الشرعي منذ طفولتهم يتميزون بقوة الشخصية،وتعلموا أمورا كثيرة في الحياة وراكموا عدة تجارب وخبرات،ومهارات في حياتهم،وتعلموا أن يتوكلوا على الله فقط في تفاصيل حياتهم،و من صفات طالب العلم الشرعي السماحة،وسعة الصدر وحسن الاستماع إلى الآخرين، وحسن الخلق والدعوة إلى الله،وتبليغ دين الله إلى القاصي و الداني، ويعتبرون ذلك رسالة واجبة وقد خصهم الله بها..حياة طالب العلم الشرعي حافلة بالاعمال الصالحة
،والمنجزات والقراءة الكثيرة،ويحرص أن يكون مخلصا في أعماله وصادقا مع الله،ومع نفسه ومع الناس..أكيد أن طالب العلم الشرعي عندما يكون عنده باع من العلم والمعرفة الإسلامية يقدم على غيره،وتحرص الناس على سماع دروسه وخطبه ومواعظه وكلماته،ويتأثر بكلامه محبيه، وعامة الناس. وبحكم أنه فرد راقي في المجتمع فإنه يتزوج مثل جميع الناس وتكون له زوجة وأولاد،وتعترض طريقه مشاكل ويسري عليه ما يسري على جميع الناس، والفرق بينه وبين عامة الناس أنه بفضل القرآن الذي يحفظه،وبفضل العلم الشرعي الذي في صدره يعالج مشاكله بأقل الخسائر....بحكم أن طالب العلم الشرعي يلج لمجال الوعظ والإرشاد والخطابة، وتوعية أفراد مجتمعه في سن مبكر فإن التجارب التي يكتسبها تصقل مواهبه في الإلقاء فتنميها، ويتعلم من مشايخه،وأساتذته أمور كثيرة جدا لأنه يعلم أن من كان شيخه كتابه فسيكون خطأه أكثر من صوابه..رغم أن كثيرا من طلبة العلم الشرعي ليسوا أغنياء لكن بفضل توكلهم على الله وعملهم الجاد،وأخذهم بأسباب الغنى فإن الله سبحانه يرزقهم من حيث لا يحتسبون.. أغلب طلبة العلم الشرعي مولوعين بقراءة الكتب الإسلاميةوالدينية والفقهية لذلك فكل فرد منهم يتوفر على مكتبة ببيته،ووقته مليء بالقراءات الجادة،ويقضيه في أعمال متميزة..طريق طالب العلم الشرعي هو نفس طريق الأنبياء،والمرسلين والصحابة والتابعين،وكلما جد طالب العلم الشرعي في طلب العلم وأتبعه بالعمل الصالح فسيوفقه الله وسينير طريقه وسيدخله إلى الجنة ،قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:" من سلك طريقا إلى العلم سهل الله له به طريقا إلى الجنة".
منطلقات طالب العلم الشرعي (4) :
أكيد أن طالب العلم الشرعي يخطط لحاضر ومستقبل حياته، ويأخذ بالأسباب المادية ويحترم السنن الكونية ليكون في وضع اجتماعي أفضل في المستقبل، ويتميز بفضل العلم الذي يراكمه ويعمل به فيتعلم علوم القرآن ومصطلح علوم الحديث من طرف مشايخه وأساتذته رواد هذا التخصص،ويحرص أن يقتدي بالعلماء العاملين الربانيين المخلصين ،وتهفو نفسه للتعلم ولعبادة الله وهو شغوف بذلك، وبحكم أنه إبن عصره فهو يشارك ما يعرفه في الفيسبوك والواتساب مع خلص أصدقائه، ويحرص أن يكون داعيا إلى الله ناجح في جميع أموره،وأحواله فيحرص على مصالحة الناس مع خالقهم،ويدخل السرور على خلق الله،ويساعدهم. كما نلاحظ أن طالب العلم الشرعي أكثر استجابة من غيره لأوامر الله ورسوله،وهو أكثر استقامة وانضباطا لأوامر الدين الاسلامي، وينتهي عما يخالف الشرع الحنيف. أكيد أن العلماء يقرأون أكثر من غيرهم أفضل الكتب وأغلاها ،وهو يقتدي بهم ليحيط بتفاصيل أمور دينه بحكم أنه يبلغ الدين الاسلامي لكل الناس اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كما يجاهد نفسه باستمرار ،ويطهرها من ادران الذنوب والمعاصي ،وينمي الخير فيهاويزكيها ابتغاء مرضاة الله..
طالب العلم الشرعي صبور ومتخلق،ويحرص من خلال أعماله وتحركاته وجه الله ورضاه فقط، ويتقرب إلى الله بنوافل الصلاة والصيام والصدقة،ولا يمل من عبادة الله وتقواه والتقرب إليه بالاعمال الصالحة التي نفعها عام،ومتعدي إلى الآخرين فيعلم غيره أصول الدين وكليات الشريعة..وأكيد أنه بعد تحقيقه عدة نجاحات في حياته وبعد حصوله على عدة دبلومات وشواهد في تخصصه تستدعيه بعض الجمعيات والمنظمات ليلقي محاضرات أو ليكون طرف في ندوة أو ليؤطر ورشة فيحب الناس أن يسمعوا منه كثيرا،كما يمكن أن يتابعون دروسه وأنشطته الدعوية،والتربوية عبر صفحته على اليوتيوب أو الفيسبوك..طالب العلم الشرعي من وراث النبوة،ويوقع بالنيابة عن الله ورسوله،ويتصدر مجالس الوعظ والإرشاد،ويقوم بتوعية الناس في كل مناسبة لذلك فهو يصالح الناس باستمرار مع خالقهم،ويتوب الكثير على يديه
،ولأن همته عالية وطموحه كبير فإنه يسعى للتفوق والتميز،والقوة والتألق باستمرار وشعاره :" واعدوا لهم ما استطعتم من قوة..." لذلك فهو راقي التفكير ويستخدم عقله،ولا يكف عن التعلم والقراءة ولا تزعجه التوافه، رغم أن طلبة العلم الشرعي متنوعي الثقافات إلا أنهم مجتهدون في تحصيل العلوم الشرعية من مصادرها
،ومن أفواه روادها من العلماء سواء القدامى أو المعاصرين وبعض طلبة العلم الشرعي بعد حصوله على شهادة الماستر والدكتوراه يعيد ترتيب أولوياته في الحياة،ويمكنه أن يجتهد أكثر لينجح في امتحان الأساتذة الجامعيين ،وبعد نجاحه سيلتحق للتدريس في الجامعة، وسيصبح ميسورا وقد صدق من قال:" بالعلم يأتي المال"...أكيد أن طريق العلم والعلماء صعب و محفوف بالمخاطر والمتاعب ،ويستدعي ذلك بذل الجهد والوقت للتعلم على أعلى مستوى والصبر على ذلك..بحكم أن طالب العلم الشرعي إبن زمانه فيمكنه أن يكتب مقالات وأن يؤلف كتب ويمكن أن تكون لديه مشاريع بحثية مثل جميع الطلبة والأساتذة الباحثين،ويمكنه أن يجدد الخطاب الديني ويمكنه أن يستوعب متغيرات عصره،وأن يجعل الدين والعلم أخوان شقيقان أحدهما يوافق ويدعم الثاني..رغم أن بعض طلبة العلم الشرعي عندما يتصدر المجالس، ويحصل على منصب ما يتكاسل شيئا ما عن طلب العلم الشرعي مثلما كان في شبابه،وقوته إلا أن أغلبية طلبة العلم الشرعي مدركون أن طلب العلم النافع الذي يورث العمل الصالح هو سر قوتهم وعطائهم ونبوغهم وتميزهم،وحتى لو أصيب بعضهم بالفتور فيعلم أنه أمر عارض ولن يطول ،لو وضع العلماء والفقهاء وطلبة العلم الشرعي ما يعرفونه في نقطة الفعل ،ونزلوا القيم التربوية والتعليمية،والأخلاق الإسلامية والانسانية في واقع حياتهم لتغير الواقع للأفضل...للأسف أثرت العولمة والتكنولوجيات الحديثة،والعالم الرقمي وثورة الإتصالات على واقع الدول العربية،والإسلامية فأحالتها إلى صحراء وفقر في المشاعر ،والقيم والأخلاق...ولن يعيد لهذا المجتمع الإسلامي تميزه و ديناميته ونهضته ،ولن يصحح مساره ويرجعه إلى طبيعته إلا طلبة العلم الشرعي وكل المخلصين والاحرار،والشرفاء الذين لم يتأثروا بالغزو الفكري ولم يستلبون حضاريا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.