خصصت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية خطبة الجمعة 3 أكتوبر 2025، لهذا الأسبوع لموضوع "الحرص على تجنب التهلكات"، في وقت تشهد فيه مدن مغربية عدة منذ السبت الماضي احتجاجات شبابية متواصلة ضد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. ودعت الخطبة، التي نُشرت على الموقع الرسمي للوزارة، المصلين إلى "الابتعاد عن المهلكات التي تضر بالدين والنفس والعرض والمال والعقل"، محذرة من "الاستهانة بالأنفس والأعراض، وأكل أموال الناس بالباطل، والغش في المعاملات، والتقصير في أداء المهام التعليمية والصحية والاجتماعية والسياسية".
وشددت الخطبة على أن "عدم القيام بالمسؤوليات على وجهها الصحيح" يندرج ضمن "إلقاء النفس والغير في التهلكة"، في إشارة بدت لافتة في سياق الاحتجاجات الحالية التي يرفع المشاركون فيها مطالب تتعلق خصوصاً بتحسين التعليم العمومي، وتطوير خدمات الصحة، وتوفير فرص العمل للشباب. كما تناولت الخطبة ظاهرة "الإدمان" باعتبارها من أخطر مظاهر التهلكة، مميزة بين الإدمان على المخدرات "المفسدة للعقول"، وبين الإدمان الجديد على مواقع التواصل الاجتماعي وما قد ينجم عنه من "إضاعة الوقت، والخوض في أعراض الناس، ونشر الزور والكذب". وفي ختام الخطبة، دعا الخطباء إلى "أداء الأمانات على الوجه المطلوب، والحرص على ما ينفع الوطن والمواطنين"، مع التذكير بأن "الإعراض عن القيام بالواجبات يؤجج الأوضاع ويضر بأمن البلاد". وتأتي هذه الخطبة الرسمية في وقت واصلت فيه السلطات التعامل مع احتجاجات شبابية اندلعت بشكل عفوي عبر دعوات مجهولة على منصات التواصل الاجتماعي، وامتدت إلى مدن كبرى وصغرى. وقد ووجهت المظاهرات خلال الأيام الماضية بتدخلات أمنية واعتقالات، ما دفع منظمات حقوقية إلى التحذير من "التراجع عن مكاسب الحريات" في المغرب.