قال عبد اللطيف وهبي إن طموحات وآمال البرنامج الحكومي كانت كبيرة جدا، متأسفا لما أحدثته جائحة كورونا التي أثرت على الوضع الصحي وعلى سلاسل الإنتاج والتوريد، وتداعيات الأزمة الأوكرانية وتسببها في الارتفاع الكبير في أثمنة موارد الطاقة، والشح المسجل في التساقطات المطرية لفترة طويلة، من ارتباك تسبب في فرملة تنزيل جزء من مضامين البرنامج. واعتبر وهبي، في أشغال المؤتمر الجهوي الثالث للحزب بجهة سوس ماسة بمدينة أگادير أن ما حققته الحكومة خلال سنتها الأولى إنجاز كبير وعلى مختلف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنموية. وقال الأمين العام بذات المناسبة "لقد تحملنا في الحكومة في ظل الظروف الاقتصادية الحالية، مسؤولياتنا تجاه المواطنين ورفعنا، هذه السنة فقط، الاعتمادات المالية المخصصة لصندوق المقاصة من 16 إلى 32 مليار درهم، وذلك بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين وأن نحد من الزيادة في المواد الأولية والأساسية". وحين تطرقه لمسار ومخرجات الحوار الاجتماعي الذي حرصت الحكومة على مأسسته مع باقي الشركاء الاجتماعيين وهم النقابات الأكثر تمثيلية والباطرونا، قال وهبي: "عندما عرض علينا السيد رئيس الحكومة في هيئة رئاسة الأغلبية الحكومية السيد عزيز أخنوش مشروع الاتفاق الذي تم التوصل إليه في إطار الحوار الاجتماعي، لم نتردد في حزب الأصالة والمعاصرة في الموافقة على الرفع من أجور موظفي عدد من القطاعات، وذلك ليقيننا أن تلك الأموال تم تحصيل جزء مهم منها من جيوب دافعي الضرائب وعليها أن تعود إلى الشعب بصيغة من الصيغ". وأوضح وهبي أن الحكومة عملت على دعم القطاع بما يناهز 245 مليار درهم، مشيرا إلى أن الأولوية في الدعم كانت للمقاولات الصغيرة والمتوسطة، التي خصص لها 13 مليار درهم، باعتبارها أحد ركائز الطبقة المتوسطة. و شدد الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أن الحكومة الحالية واعية تماما بالإكراهات الاقتصادية والاجتماعية التي فرضتها عديد الظروف، حيث رفضت اللجوء إلى الاقتراض من المؤسسات الدولية حتى لا ترهن حاضر ومستقبل المغاربة. مؤكدا أن الحكومة قررت تحمل مسؤوليتها كاملة في تدبير المرحلة، وذلك بالرغم مما تتعرض له من هجومات إعلامية وصلت إلى حد التهجم على الوزيرات والوزراء. وشدد وهبي على أنه إذا كانت هذه الحكومة ستستمر في الإصلاحات التي باشرتها، "فسنكمل في مسيرة الإصلاح والنماء وذلك بالرغم من كل ما قد يعترض طريق الحكومة من انتقادات وتهجمات". مضيفا: "فنحن على أتم الاستعداد للإسهام في تأمين أكبر قدر من استقرار الوطن، فآباؤنا وأجدادنا قدموا أرواحهم فداء لهذا الوطن، ونحن أيضا لن نتردد في التضحية بكل ما يمكن من أجل تعزيز هذا الإصلاح الذي يشمل الصحة والتعليم والاقتصاد والثقافة والسكن والسياحة وقضايا المرأة والطفولة والشباب".